تأثير التيارات
السلفية على الواقع المصري
بعد الثورة
مقدمة
كان ظهور
التيارات السلفية على الساحة السياسية عقب انتصار الحراك الشعبي المصري ونجاحه في
الإطاحة بحكم مبارك مفاجئاً للكثيرين ، خاصة مع رفضهم المعلن سابقاً للعمل السياسي
وعدم خبرة قياداتهم به ، بالاضافة إلى أن الغالبية العظمى من الدعاة السلفيين كانت
لهم مواقف معادية للثورة ومؤيدة للنظام الحاكم في عهد مبارك .
وبديهي أن
تعرب الكثير من مكونات المجتمع المصري وخاصة الأقليات الدينية والمذهبية بالاضافة
للاتجاهات الليبرالية واليسارية عن توجسها من هذا الصعود للتيار السلفي والذي قد
يعني تكرار تجارب سلفية في دول أخرى كالمملكة العربية السعودية وما عاشته
أفغانستان بعد تحريرها من الاحتلال الروسي وسيطرة الحركات السلفية عليها ، وقد
اتسمت هذه التجارب بشكل عام بقدر كبير من الديكتاتورية الدينية والقمع للمخالفين
سواء الفكريين أو المنتمين لطوائف وديانات أخرى ، بالاضافة لما تعرضت له المرأة من
قمع خاص وتحجيم مشاركاتها في الحراك الاجتماعي والسياسي .
وبالتالي فقد
برزت في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات حول مدى قدرة السلفيين على النجاح في
المشاركة السياسية الديموقراطية وإيجاد مشروع يلائم الحالة المصرية من ناحية قدرته
على الجمع بين التحفظ الديني والحالة العصرية ، وثمة تساؤلات أكثر أهمية حول مدى
ولاء هذه التيارات للممارسة السياسية الديموقراطية وتقبلهم لتقلباتها وعدم
استغلالها في إقامة فاشية دينية ، خاصة بعدما تمكن حزب النور وهو أكبر الأحزاب
السلفية من تحقيق نجاحات مدوية وغير متوقعة في الانتخابات التشريعية الأولى عقب
رحيل مبارك ، بالاضافة إلى محاولة رصد التنوعات داخل الوسط السلفي ومدى انتشارها
وتأثيرها في الواقع الجماهيري ، ومدى تأثر منظومتها ورؤيتها الدينية بالحدث الثوري
.
إن المشكلة الأساسية التي قد تواجه الباحثين في
محاولة رصد انتشار التيارات السلفية وحجمها ومدى تأثيرها وتأثرها بالواقع المحيط ،
واحتمالية نجاحهم في تحقيق مشروع سياسي حقيقي يمكنهم من الانخراط في العملية
الديموقراطية ، ترتبط بعدم وجود رؤية محددة تجمع السلفيين بشكل كامل فيما يخص
النشاط السياسي ، خاصة في البلدان التي تعيش حالة ثورة جماهيرية ، وهي حالة جديدة
لم تعرفها الدول العربية على الإطلاق سابقاً ، وبالتالي فمن الملاحظ هو وجود
العديد من الرؤى داخل الوسط السلفي والتي تتراوح ما بين التشدد المبالغ فيه وما
بين الرغبة المبالغ فيها كذلك لتقديم أي تنازلات تسقط عقبات قبول العالم الغربي
المؤثر للغاية في السياسة والاقتصاد المصريين لتولي السلفيين للسلطة في دولة كبيرة
كمصر ، والتي وصلت إلى حد القبول باتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني ، وهو ما
أثار قدراً مزعجاً من الغموض في محاولة رصد الموقف السلفي من كل القضايا بصفة عامة
.
إن تحليل أو
توقع موقف السلفيين من القضايا في المرحلة القادمة ، بالاضافة لأدائهم خلال
مشاركتهم بالبرلمان ككتلة للمرة الأولى ، يحتاج بالأساس إلى رصد موقفهم من السياسة
من الناحية الفقهية ، باعتبارها الإطار الفكري الذي تنطلق منه قراراتهم أو على
الأقل مبررات هذه القرارات ، بالاضافة إلى رصد لتنوعاتهم وحجم مشاركتها وتأثيرها
في الواقع الجماهيري وتأثرها بالحالة الثورية ومن ثم الحالة المستقبلية المتوقعة
لهذه التجمعات .
الرؤية
السلفية للسياسة
ترتبط الرؤية
الفقهية السلفية للممارسة السياسية عموما بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
وبالأخص مؤلف " السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية " وهو
مؤلف صغير الحجم سعى ابن تيمية من خلاله لتوضيح طبيعة العلاقات بين السلطان والشعب
من ناحية الحقوق والواجبات ، وقد بدأها ابن تيمية بالطريقة المثلى في اختيار ولاة
السلطان متجاوزاً عن تسجيل رأيه في كيفية اختيار السلطان بالأساس([1]) ، وهو يعبر
بالتأكيد عن رضاه على الحكم الوراثي الملكي رغم أنه يتعارض مع المشهور من رأي
السلف الصالح كالحسن البصري وابن سيرين برفض التوريث·[2]
.
يرى ابن تيمية
في تفسيره للآيات {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين
الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا. يأيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء
فردوه إلى الله والرسول ، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن
تأويلا} : أن
ولاة الأمر " عليهم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها ، وإذا حكموا بين الناس
أن يحكموا بالعدل ، ونزلت الثانية في الرعية من الجيوش وغيرهم ، عليهم أن يطيعوا
أولي الأمر الفاعلين لذلك في قسمهم وحكمهم
ومغازيهم وغير ذلك ، إلا أن يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بمعصية فلا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق ، فإن تنازعوا في شيء ردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم . وإن لم تفعل ولاة الأمر ذلك ، أطيعوا فيما يأمرون به من طاعة الله ،
لأن ذلك من طاعة الله ورسوله، وأديت حقوقهم إليهم كما أمر الله ورسوله {وتعاونوا
على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وإذا كانت الآية قد أوجبت
أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بالعدل . فهذان جماع السياسة العادلة ، والولاية
"[3]
.
فالعلاقة السياسية
تقوم على حقوق متبادلة بين الراعي والرعية ، فعلى الراعي أداء الأمانات والعدل ،
وعلى الرعية الطاعة ، وتمثل الشريعة الإسلامية قاعدة ومرجعية هذه الحقوق والواجبات
المتبادلة ، إلا أن نقض الراعي لما يجب عليه من واجبات لا يستلزم نقض الرعية لواجب
الطاعة من وجهة نظره حيث استبعد تماماً فكرة الثورة على الحاكم مفضلاً قيام الرعية
بواجباتها بلا مقابل مادام الحاكم مسلماً .
وبالرغم من عدم توازن موقف ابن تيمية من
العلاقة التبادلية بين الطرفين ، فإن هذه الرؤية لابن تيمية لا تعد خروجاً أو بدعة
عن المنظومة السياسية السنية بشكل عام والتي ترفض الثورة على الحكام ، ورغم أن ابن
تيمية في شرحه لتفسير الآية يؤكد على القاعدة الشرعية " لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق " فقد لجأ للتعامل مع الموقف من قرارات الحكام ليس كمنظومة
تعبر عن مصالح معينة ، وإنما بشكل فردي يعتقد بعدم وجود رابط مشترك بين قرارات
السلطة وينظر لكل قرار على حده ، وبالتأكيد هناك اختلاف بين رفض الطاعة مع
الالتزام بسلطة نفس الحاكم في قرارات أخرى وبين الثورة على سلطته ونظامه السياسي
والتي تنطلق من الوعي بالخلفيات الاقتصادية والسياسية للسلطة ، وربما ينطلق هذا
الانحياز لموقف السلطة من ناحية التشديد على بقائها مهما بلغ حجم مخالفاتها
لواجباتها الشرعية من اعتقاد ابن تيمية أن وجود وبقاء السلطة الحاكمة هو قدر
وبالتالي يجب على الرعية التعامل معها على أساس بقاءها لحين سماح القدر بتغيير
الأوضاع وسيطرة سلطة أخرى وفرض الأمر الواقع .
وفي الوقت الذي يشدد فيه ابن تيمية على ضرورة
تعيين السلطان للأصلح ومن يتميز بالقوة والأمانة من بين معاوني السلطان ، فقد ضمن
كتابة فصلاً عن قلة اجتماع الأمانة والقوة في الناس ، معتبراً أن في مجال التعارض
بين القوي الفاجر والأمين الضعيف يفضل القوي الفاجر : " فإذا تعين رجلان
أحدهما أعظم أمانة، والآخر أعظم قوة، قدم أنفعهما لتلك الولاية: وأقلهما ضررا
فيها، فيقدم في إمارة الحرب الرجل القوي الشجاع، وإن كان فيه فجور فيها ، على
الرجل الضعيف العاجز ، وإن كان أمينا ، كما سئل الإمام أحمد : عن الرجلين يكونان
أميرين في الغزو ، وأحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف ، مع أيهما يغزو؟ فقال : أما
الفاجر القوي ، فقوته للمسلمين ، وفجوره على نفسه ، وأما الصالح الضعيف فصلاحه
لنفسه ، وضعفه على المسلمين ، فيغزي مع القوي الفاجر . وقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم { إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر } وروي { بأقوام لا خلاق لهم }
"[4](*)
ورغم غرابة موقف ابن تيمية في افتراض ندرة اجتماع هذه الأخلاقيات في البشر بلا أي
دليل ، ومحاولة بناء حكمه في أفضلية القوي الفاجر عبر هذا الافتراض الخيالي بما
يمثله من تبرير للممارسات التعسفية والفاسدة لقادة وموظفي السلطة بحجة قوتهم في
الغزو أو قدرتهم الإدارية ، فإن هذا الحكم هو ما يمثل الرأي الحقيقي لابن تيمية
بعيداً عن الآراء التعليمية في مقدمته والتي تجنح عادة لسرد ما هو متعارف عليه بين
العلماء .
كما يرى ابن تيمية أن اتسام الولاة بالظلم لا
يعني على الإطلاق السماح للرعية بالخروج عن الطاعة أو منعهم حقوقهم : " ولا
لهم أن يمنعوا السلطان ما يجب دفعه من الحقوق ، وإن كان ظالما ، كما أمر النبي صلى
الله عليه وسلم، لما ذكر جور الولاة ، فقال : {أدوا إليهم الذي لهم، فإن الله
سائلهم عما استرعاهم} ففي الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: {كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي، خلفه نبي ، وإنه
لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء ويكثرون قالوا : فما تأمرنا ؟ فقال : أوفوا ببيعة
الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم} وفيها عن ابن مسعود
رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إنكم سترون بعدي ، أثرة
أو أمورا تنكرونها ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم ،
واسألوا الله حقكم} "[5]
.
لقد اعتبر ابن تيمية أن إقامة العدل والمساواة
هو من واجبات الحاكم : " فإن عدل عن الأحق الأصلح إلى غيره ، لأجل قرابة
بينهما ، أو ولاء عتاقة أو صداقة ، أو موافقة في بلد أو مذهب أو طريقة أو جنس ،
كالعربية والفارسية والتركية والرومية ، أو لرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة ، أو
غير ذلك من الأسباب ، أو لضغن في قلبه على الأحق ، أو عداوة بينهما، فقد خان الله
ورسوله والمؤمنين "[6]
، ومن الغريب أنه لم يضع تعريفاً لكلا المصطلحين في هذا المؤلف ، ويبدو أنه لم
ينظر للعدل والمساواة بشكل إنساني عام بقدر ما اعتبر أنهما يعبران عن تطبيق الحاكم
لرؤيته المذهبية للشريعة الإسلامية ، فالعدل والمساواة ليسا قيمتين مطلقتين
معبرتين عن وضع اجتماعي أو سياسي بالنسبة لابن تيمية بقدر ما هما قيمتين
انتقائيتين وترتبطان بمصالح طبقية ، طائفية ، وشخصية ، فالطوائف المخالفة لابن
تيمية لن يكون من العدل مساواتها مع طائفته وبالتالي فقد حرض ابن تيمية وتبنى
بنفسه المجزرة التي ارتكبت ضد الشيعة في جبل كسروان بدعوى ضلالهم وخروجهم على
السنة والجماعة : " أهل البدع المارقون ، وذوو الضلال المنافقون
الخارجون عن السنة والجماعة ، المفارقون للشرعة والطاعة ، مثل هؤلاء
الذين غزوا بأمر
السلطان من أهل الجبيل والجرد والكسروان . فإن ما منّ الله به من
الفتح والنصر على هؤلاء
الطغام ، هو من عظايم الأمور التي أنعم الله بها على السلطان
وأهل الإسلام . وذلك
لأن هؤلاء وجنسهم من أكابر المفسدين ، في أمر الدنيا والدين ، فإن
اعتقادهم أن أبا بكر
وعمر وعثمان ، وأهل بدر وبيعة الرضوان ، وجمهور المهاجرين
والأنصار والتابعين لهم
بإحسان . وأئمة الإسلام وعلماءهم أهل المذاهب الأربعة وغيرهم . ومشايخ
الإسلام وعبادهم ، وملوك الإسلام وأجنادهم ، وعوام المسلمين وأفرادهم ،
كل هؤلاء عندهم كفار
مرتدون
"[7]
ومن هنا يعتبر ابن تيمية أن العدل هو القضاء على هذه الطوائف المخالفة لرؤيته
الشرعية أو لرؤية طائفته حتى لو كانوا ينتمون لذات الدين : " وذلك أن السلطان أتم
الله نعمته حصل للأمة بمن ولايته ، وحسن نيته ، وصحة إسلامه
وعقيدته ، وبركة إيمانه ومعرفته ، وفضل همته وشجاعته ، وثمرة
تعظيمه للدين وشرعته ، ونتيجة إتباعه لكتاب الله وحكمته ، ما هو
شبيه بما كان يجري في
أيام الخلفاء الراشدين ، وما كان يقصده أكابر الأئمة العادلين ، من جهاد أعداء
الله المارقين من الدين "[8]
، وبالتالي فإن المقصود من عبارة المساواة بين أبناء المذاهب التي تضمنتها كلمات
ابن تيمية هي المذاهب التي يعتقد أنها تمثل المعتقد الصحيح أو على الأقل تقترب منه
بقدر كبير .
على جانب آخر يضع الشيخ الألباني أحد أقطاب
السلفية في المرحلة المعاصرة بعض التوضيحات حول الرؤية السياسية والتي لا تعترف
بالمعارضة إلا في حالة كان الحكام لا يحكمون بما أنزل الله ، إلا أن هذه المعارضة
تمر بعدة مراحل تبدأ بتنقية العلماء للكتب الشرعية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة
والاسرائيليات ، ومروراً بتربية أغلبية المسلمين على هذه الكتب الصافية من أي
أخطاء ، ثم الانفصال عن الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله وإنذارهم بالرجوع عن
باطلهم ، وانتهاء بالجهاد والذي سيتسم بعد هذه المراحل بالوضوح ما بين الحق
والباطل بالنسبة للناس الذي سيختار كل منهم طريقه عن بينه[9]
.
وبديهي أن هذه الشروط السابقة لا يمكنها أن
تسمح لأي نشط سياسي بالعمل أساساً خاصة مع كونها غير قابلة للتحقق ، وهو ما دفع
الشيخ الألباني للرد بشيء من السخرية عندما سأله بعض طلابه : هل تنتظر أن يتركنا الحكام عندما ننذرهم و نتحرك في المجتمع
لإستقطاب تأييد الناس؟؟ يا شيخ إنهم لن يتركوننا بل سيبادروننا بالقتال!!! ، فأجاب : يا إخواني بس شدوا حيلكم في تحقيق الكتب و نشر الدعوة الإسلامية بين
أغلبية الشعب و عندما نصل للمفاصلة لن نختلف بشأن تحديد وقت الجهاد إن شاء الله[10] .
إلا إن الممارسة
التاريخية للسلفيين تشير إلى حالة صريحة من الانتقائية تشمل بشكل تطبيقي التعامل
مع الحكومات المعادية للسلفيين أو غير متحالفة معهم حتى ولو كانت سنية وتحكم بما
أنزل الله ، وبالرغم من كل النصوص التي ذكرها ابن تيمية في مؤلفاته والتي تعد
الأساس النظري الأول للسلفيين ورأي الشيخ الألباني ، فقد أندفع السلفيين الوهابيين
لاحقاً إلى الثورة على الدولة العثمانية وتكفيرها باعتبارها دولة بدعية متجاهلين
تماماً كل هذه المراحل والأحكام الفقهية[11]· ، وفي المقابل فإن موقفهم من نظام مبارك الذي لم يلتزم بتطبيق الشريعة
الإسلامية أو الحكم بما أنزل الله على الإطلاق لا في مظاهره ولا في جوهره ، اتسم
بقدر كبير من الدعم الإيجابي أو على الأقل اتخاذ موقفاً متجاهلاً لهذا الواقع[12] ، وهو ما يؤكد أن النظرة السلفية للموقف السياسي من
الدولة ليست ثابتة على الإطلاق وإنما تخضع لمدى دعم هذه الدولة لمصالح وسطوة
العلماء السلفيين بغض النظر عن سلوكها .
التجمعات السلفية ومدى تأثرها وتأثيرها
على الحالة السياسية بعد الثورة
على الرغم من أن التيارات
السلفية بشكل عام تنظر بقدر كبير من الريبة لما يطلق عليه الفرقة والاختلاف ، إلا
أن الواقع قد أجبرها على تقبل التنوعات في داخل أوساطها ، حتى وإن أدى هذا الخلاف
في بعض الأحيان إلى تبادل الاتهامات بينهم ، والتي كان السلفيين يوجهونها لغيرهم
كالصوفية .
ثمة تقسيمات كانت متبعة في فترة سابقة
للتيارات والمجموعات السلفية في مصر ما بين تقليدية وعلمية وحركية ، بالاضافة
للسلفية الجهادية ، إلا أن الفترة التي تلت الثورة المصرية تقتضي إعادة تقسيمها
بصورة جديدة إلى أربع أنواع :
1 – السلفية التقليدية (الجمعيات
السلفية) .
2 – السلفية الدعوية .
3 – السلفية السياسية .
4 – سلفية ما بعد الثورة .
1 – السلفية التقليدية :
تقوم السلفية التقليدية على
مجموعة من الجمعيات الدينية التي تدين بهذا المعتقد وتروج له بالاضافة إلى قيامها
بتقديم مجموعة من الخدمات الاجتماعية والطبية والتعليمية ، وهو ما سمح لها بقدر
كبير من الانتشار خاصة مع حرصها الواضح على التوقف عند هذا الحد وعدم الانجرار
للمشاركة السياسية بأي حال طوال العهود السابقة ..
1 -
الجمعية الشرعية :
تأسست في
تسعينيات القرن التاسع عشر على يد الشيخ محمود خطاب السبكي ، وعندما صدر قانون
الجمعيات سجلها وفق هذا القانون سنة 1913 ، ومازالت الجمعية تعمل حتى الآن وتمتلك
فروع كثيرة في كل أنحاء مصر ، وتخضع قيادتها في الغالب لعلماء الأزهر ، إلا أن
دعاتها العاملين عادة ما يكونوا متخرجين من معهد إعداد الدعاة التابع للجمعية[13] .
وقد تغيرت
عقيدة الجمعية والتي بدأت صوفية ثم تحولت إلى السلفية سنة 1926 وهو نفس التوقيت
التي نشأت فيه أكثر من جمعية سلفية أخرى تحت تأثير الدعم السعودي .
وقد تعرضت
لاضعاف دورها في العهد الناصري وأدى اختراق الاخوان لها بكثافة إلى إغلاقها سنة
1969 ، ولم تعاود نشاطها إلا في سنة 1972 عندما سمحت لها حكومة السادات بالعودة مع
جمعيات أخرى ضمن محاولاتها لدعم التيارات السلفية لمواجهة الناصريين والشيوعيين .
ورغم أن
الجمعية بالأساس لا تعمل بالسياسة وتتلخص مشكلة الأمة من وجهة نظرها في انتشار
البدع والخرافات التي دخلت على الدين ، إلا أنها تعرضت للاضطهاد في نهايات عهد
السادات وتم مصادرة مجلتها الاعتصام والتي كانت لسان حالها من الناحية الظاهرية
بينما كانت بالاساس تصدر عن دار الاعتصام المتأثرة بفكر الإخوان المسلمين[14] ، كما كان لروادها دور كبير في تشكيل الجماعات
الإسلامية التي اصطدمت بالدولة في السبعينات والثمانينات ، وشارك بعضها في عملية
أغتيال الرئيس المصري أنور السادات كتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية[15] ، وكانت مساجد الجمعية هي مكان تجمع أساسي لأفراد
الجماعة الإسلامية في بعض المناطق كالمنصورة خلال فترة الصدام مع الحكومة المصرية
.
وقد أكد الشيخ
محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية أن تمويل الجمعية يعتمد بالأساس على
تبرعات المصريين ولا تقبل أي تمويل من الخارج ، وهو ما يثير علامات استفهام خاصة
أن الجمعية تمول مشروعات خدمية حتى خارج مصر في آسيا وأفريقيا[16]، إلا أن العلاقة التي توثقت تدريجياً بين الجمعية
والاخوان المسلمين والتي أكد الشيخ المهدي أنهم الأقرب إلى فكر الجمعية ربما يشير
إلى أحد مصادر التمويل الخاصة بها .
وقد شهد وضع
الجماعة في الفترة التالية من الثورة محاولة لاتخاذ مواقف إيجابية من الوضع
السياسي بشكل عام فقد نشرت الجمعية إعلانا مدفوع الأجر في الأهرام يدعو المواطنين
للتصويت بنعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وإن لم تتدخل بشكل تنظيمي، خاصة
ان نشطائها متنوعي الاتجاهات فمنهم السلفيين ومنهم الأخوانيين ومنهم المؤيد
للمجموعات الاسلامية المسلحة سابقا كالجماعة الاسلامية والجهاد ، وبالتالي لا
يتوقع منها أن تتخذ موقفاً سياسياً حازماً وتنظيمياً تجاه أي كتلة سياسية دينية .
2 – جماعة
أنصار السنة المحمدية :
تأسست هذه الجماعة سنة 1926 ضمن مجموعة من الجماعات
السلفية التي تم تأسيسها في هذا العام ثم العام اللاحق له على يد الشيخ محمد حامد
الفقي والذي كان من مرتادي الجمعية الشرعية في البداية قبل أن يختلف معهم في جزئية
صفات الله ، وهي أحد القضايا العقائدية الهامة لدى التيار السلفي ، ومن الغريب أن
هذا الانشقاق والذي تلاه تأسيسه لجمعية سلفية أخرى قد تم في العام الذي تحول فيه
منهج الجمعية الشرعية إلى الفكر السلفي[17] .
وعلى عكس
الموقف المخفف نوعاً ما من الصوفية والذي تتخذه الجمعية الشرعية على أساس تقسيمهم
الصوفية لنوعين أحدهما معتدل والآخر متشدد ، فإن أنصار السنة تتخذ موقفاً متشدداً
للغاية من المخالفين بشكل عام ، وإن كانت تتفق مع الجمعية الشرعية في أن الابتعاد
عن الإسلام الصافي هو أحد أسباب تخلف الأمة الإسلامية ، كما تطالب بشكل دائم
بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية[18] .
وتنتشر جامعة
انصار السنة المحمدية في كل محافظات مصر تقريباً ، كما أن لها انتشاراً ممتداً
للسودان كذلك[19]· ، وإن كان انتشارها في مصر أقل حجماً من الجمعية الشرعية ، وبينما تعتمد
الجمعية الشرعية على المراكز الضخمة لتجمع نشطائها ، يرضى نشطاء أنصار السنة
بالمساجد الصغيرة في بعض المناطق الريفية كمقر لهم وغالباً ما تكون هي مقر دروسهم
الدينية ، وفي بعض المناطق قدد يتواجد للجمعية أكثر من مسجد في منطقة واحدة .
وتمتلك
الجماعة عدد كبير من المشروعات الخدمية والمؤسسات الخيرية والمعاهد العلمية ، وهو
ما يسمح لعضويتها ولأفكارها بالانتشار ، وقد كانت الجماعة من الروافد التي أمدت
جماعات إسلامية كالجهاد بالنشطاء الفاعلين رغم كونها جماعة سلمية بالأساس[20] ، وقد ابتعدت الجمعية عن أي نشاط سياسي في عهد مبارك خاصة
بعد سيطرة السلفية الدعوية على مساجدها إلى حد كبير ، وأصبح من المعتاد وجود دعاة
هذه المدرسة في محاضرات وخطب المساجد التابعة للجمعية .
ويبدو أن ثورة
25 يناير قد حركت لدى قيادات الجماعة الرغبة في تجاوز عزلتها السياسية حيث تحالفت
مع الاحزاب السلفية في الانتخابات الأخيرة وقام التحالف السلفي بترشيح بعض رموزها
على قائمته .
وقد أثيرت
مسألة تمويل الجمعية في الفترة الأخيرة كرد فعل حول نشاطها المتصاعد في الاطار
السلفي ، حيث كشف تقرير تقصي الحقائق الذي كتبه مساعد وزير العدل المستشار الدكتور
عمر الشريف عن تمويلات ضخمة للجماعة من دولتي قطر والكويت بلغت 296 مليون جنيه
مصري ، وهو ما أثار الكثير من اللغط حول نشاطها ودورها في المجتمع المصري[21] .
3 – جماعة
التبليغ والدعوة :
على عكس الجماعتين السابقتين اللتين نشأتا في مصر ، فإن
جماعة التبليغ والدعوة نشأت بالأساس في الهند حيث الانتشار الضخم للطرق الصوفية
على يد ولي الدين الكاندهلوي والذي كان من مشايخ الطرق الصوفية هناك ، إلا أنه لم
يسع لاستغلالها لنشر فكره الصوفي بقدر ما كان يهدف إلى الدعوة للتدين والمحافظة
على الصلاة ، مما سمح للسلفيين باختراقها ، ووصل التوغل السلفي بها إلى حد أن
دعمها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أحد علماء السلفية في السعودية[22] .
ورغم أن البعض
يشير إلى أن هذه الجماعة دخلت مصر في السبعينات ، إلا أن الجماعة تؤكد أن بداياتها
في مصر كانت سنة 1951 ، وقد بدأت تواجدها في مصر بشكل منظم على يد الشيخ إبراهيم
عزت والذي كان يتبنى المنهج السلفي كغيره من الإسلاميين في هذه الفترة[23].
ومع سلفية
الجماعة إلا أنها تتميز بعدة معتقدات ميزتها بشكل خاص لعل أهمها حرصها على عدم
التدخل لإزالة المنكرات بناء على ايمان اتباعها بأن صلاح الفرد يؤدي لصلاح المجتمع
ومن ثم صلاح الأمة بشكل عام .
وتحظى جماعة
التبليغ والدعوة بجماهيرية فائقة في مصر حيث يبلغ عدد أعضائها 250 ألف عضو خاصة
أنها لا تهتم بالسياسة أو حتى بالعلم الديني بقدر ما تهتم بالدعوة للإلتزام
بالفروض والمظاهر الإسلامية[24] ، وتضم جماعة التبليغ بين أعضائها مختلف
طبقات المجتمع المصرى من أغنياء وفقراء ، بالإضافة إلى رجال شرطة وجيش وقضاء سابقين ، وأيضاً
فنانين كالفنان مظهر أبو النجا الذى يواظب على الخروج مع الجماعة بأحد المساجد
بالمهندسين ، وأيضاً من أبرز أعضاء الجماعة بلال أشرف السعد نجل رجل الأعمال
الشهير أشرف
السعد .
ورغم هذا
الانتشار الكبير للجماعة فإنها تمتلك ثلاث مقرات اساسية في مصر وأكبرها بقرية طموه
مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة المؤسس على مساحة ثلاثة أفدنة تقريباً
مقام عليها بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق ، أحدها لاستقبال الوفود والجماعات
والآخر مسجداً كبيراً (مسجد الرحمة) ، أما الثالث فيحتوى على عدد كبير من الغرف لمبيت أعضاء الجماعة ويوجد مبنى آخر
يحتوى على مخبز خاص لأفراد الجماعة وأيضاً مطعم كبير للوجبات بأسعار زهيدة ،
ويتولى منصب أمير الجماعة فى مصر حالياً الشيخ طه عبد الستار ويعاونه فى
الإشراف على شئون الجماعة ستة أمراء آخرين[25] ، وهناك مقر آخر لها في قرية سنهوت بمركز منيا القمح ،
وفي قرية الزنكلون بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية .
وبالرغم من حرص الجماعة على عدم التدخل في
السياسة على الإطلاق وهو من مبادئها الرئيسية إلا أنها تعرضت للإجراءات القمعية
التي تلت عملية إغتيال الرئيس السادات نتيجة اكتشاف علاقة بعض نشطاء حركة الجهاد
بالجماعة وخاصة عبود الزمر[26] ، كما كشفت التحقيقات أن الشيخ إبراهيم عزت قد سمح
لمحمد عبدالسلام فرج أحد قيادات التنظيم باستغلال الجماعة لتجنيد الأعضاء ، وقد
استمر منع الجماعة من العمل في مصر طوال حياة إبراهيم عزت التي لم تطل كثيراً بعد
اغتيال السادات[27] ، إلى أنها عادت لاستئناف نشاطها مرة أخرى بعد وفاته
خلال حكم مبارك ، حيث بدأت الجماعة في التنسيق مع جهاز الأمن في أي تحركات تنوي
القيام بها وهو ما سمح لها بقدر كبير من الحرية[28] ، وقد عادت القيود على نشاطها مرة أخرى في أواخر عهد
مبارك حيث صدرت أوامر أمنية لائمة المساجد التابعة لوزارة
الأوقاف والمساجد الأهلية في شهر أكتوبر
من سنة 2010 بالحد من نشاط أعضائها في ممارسة العمل الدعوي داخل المساجد ،
وعدم السماح لهم بالاعتكاف أو المبيت فيها ، على أن يتم إغلاق المساجد بعد
أداء صلاة العشاء ، دون السماح بأية أنشطة سواء أكانت دعوية أو اجتماعية ، وشملت التعليمات أيضًا عدم السماح
لكوادر الجماعة بالإقامة لأوقات طويلة بالمساجد أو تخزين حاجياتهم بها[29]
.
ويرى بعض الباحثين السياسيين أن الجماعة لن تسعى على
الإطلاق للمشاركة السياسية بشكل منظم على الإطلاق[30] ، إلا أنها في المقابل تختلف عن التيارات السلفية
الأخرى في أنها قد تترك المجال مفتوحاً لاتباعها في اتخاذ موقفا فردياً في هذا
الشأن .
2 –
السلفية الدعوية :
يستخدم هذا المصطلح لوصف التيار السلفي الخاضع لسيطرة
مجموعات مستقلة من الدعاة الغير مرتبطين من الناحية التنظيمية بالجمعيات السالفة
الذكر ، وإن كانت جمعيتي الشرعية وأنصار السنة تتعاون من خلال مقراتها ومساجدها في
المحافظات مع هؤلاء الدعاة عبر استضافتهم في محاضرات أو خطب ، وتبدو جمعية أنصار
السنة الأكثر تقارباً مع الدعاة إلى درجة التماثل من الناحية العقائدية .
ومن الممكن
تقسيم تيار السلفية الدعوية إلى أربع تيارات فرعية فهناك الدعوة السلفية ، السلفية
الحركية ، السلفية المدخلية والسلفيين ، وبالرغم من أن هذه التنوعات الأربعة تتفق
بشكل واضح في رؤيتها العقائدية إلا أنها في المقابل تختلف كثيراً في طريقة تعاملها
مع الواقع السياسي .
أ – الدعوة السلفية :
نشأ هذا
التيار في منتصف السبعينات على يد المشايخ محمد إسماعيل المقدم ، أحمد فريد ، سعيد
عبدالعظيم ، محمد عبدالفتاح وانضم إليهم فيما بعد الشيخين ياسر برهامي وأحمد حطيبة
، وقد تجمع هؤلاء الطلاب في كلية الطب بجامعة الاسكندرية ، وكانوا جميعاً من
النشطين داخل الجماعة الإسلامية بالجامعة ، وقد رفضوا لاحقاً الانضمام للإخوان
المسلمين نتيجة تأثرهم بالمنهج السلفي بعد اتصالهم بالعلماء السلفيين في رحلات
الحج والعمرة ، ومطالعتهم لكتب التراث الإسلامي ، بالاضافة لتأثرهم بآراء الشيخ
المقدم الملتزمة بالسلفية والذي تتلمذ بدوره على يد علماء جمعية أنصار السنة
المحمدية[31] ، وأطلقوا على أنفسهم أسم " المدرسة السلفية
" ، أسوة بالمدارس العلمية التي كانت قائمة في العصر العباسي ، وقد تغير هذا
الاسم لاحقاً لـ " الدعوة السلفية " ، ومن المعروف أنها تتركز
بالأساس في مدينة الاسكندرية ، ومن أشهر دعاتها محمد إسماعيل المقدم ، سعيد
عبدالعظيم ، محمد حسان ، أبو ذر القلموني ، محمد حسين يعقوب ، محمد حسين العفاني ،
ياسر برهامي ، أبو اسحق الحويني ، عبدالملك الزغبي ، أحمد فريد وعبدالمنعم الشحات
.
وعلى الرغم من
أن هذه المدرسة تتقارب كثيراً مع فكر جماعة أنصار السنة المحمدية إلا أنهم رفضوا
العمل ضمن فعالياتها نظراً لبعض الخلافات اشار إليها الشيخ ياسر برهامي مثل قضية
الاقتصار على الصحيحين في الاستدلال ، وقضية إخراج القيمة في زكاة الفطر ، وقضية
أنكار المهدي ، ومن ناحية أخرى كان السلفيون يرغبون في مساحات عمل أكبر من المتاح
لجماعة أنصار السنة[32] .
وفي منتصف
الثمانينات تمكنت الدعوة السلفية من الانفصال عن الجماعة الإسلامية في الجامعات
والتسمي بإسمها المعروف وهو " الدعوة السلفية " ، وكانت أولى
منجزاتها تأسيس معهد " الفرقان لإعداد الدعاة " في الإسكندرية ،
والذي تمكن في فترة وجيزة من تخريج عددا من الدعاة تولى مهمة نشر الدعوة في كافة
المحافظات المصرية[33] .
وخلال العهد
السابق أعلنت الدعوة السلفية رفضها للعمل الحزبي والنيابي ، كما رفضوا العمل
المسلح في مواجهة الدولة[34] ، بل أن بعضهم طالته اتهامات بالتعامل مع الأجهزة
الأمنية في حكومة الرئيس السابق حسني مبارك ، نظراً للعلاقات التي تجمع بين بعض
العلماء وضباط أمن الدولة ، بالاضافة لتعاون البعض منهم مع الأمن في مواجهة
التيارات المخالفة لهم[35] .
وعلى الرغم من
الموقف السلبي للدعاة السلفيين من الثورة إلى درجة توصيف الشيخ الشحات لها كمؤامرة[36] ، إلا أنهم كانوا أحد أكبر المنتفعين بمكاسبها ، وفي
البداية قام دعاة هذه المدرسة كمحمد حسان ، محمد حسين يعقوب ، جمال المراكبي ،
مصطفى العدوي ، أبو بكر الحنبلي ، وحيد عبدالسلام وجمال عبدالرحمن بالتنسيق مع
الشيخ عبدالله شاكر الجنيدي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية وتأسيس مجلس شورى
العلماء[37] ، ثم فوجيء الوسط السياسي المصري ، والذي سمع سابقاً
الدعاة السلفيين يرفضون العمل السياسي في عهد مبارك ، بظهور عدد كبير من الأحزاب
المعبرة عن هذا التيار كحزب النور ، الإصلاح ، الفضيلة ، الأصالة وحزب الحضارة ،
وقد حظيت كل من هذه الأحزاب بدعم دعاة هذه الاتجاه في التيار السلفي وقد دخلت
الأحزاب الثلاثة النور والأصالة والإصلاح في تحالف ضمها بالاضافة لحزب البناء
والتنمية المرتبط بالجماعة الاسلامية خلال الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة
.
يقول الباحث علي
عبدالعال في توضيحه للمنهج السلفي وعناصر قوته : " ويعود
ذلك في جزء كبير منه إلى: إيمان السلفيين بالعمل الجماعي - أي تحقيق التعاون على
البر والتقوى والأمر بالمعروف – العلني ، المنظم ، وتأصيلهم الشرعي له . ففي حين
تمثل قضية (السمع والطاعة) عاملا رئيسيا في الانضباط التنظيمي لدى
الإخوان ، يعول السلفيون على تقديم (الدليل الشرعي) في كل شؤونهم ،
والنظرة الإسلامية الأصيلة للعلماء والدعاة من حيث احترامهم وتقديرهم وتوقيرهم ،
مما يجعل حبهم والتأدب معهم لازما من لوازم التعاون على البر ، وفيه ما فيه من
تقوية البناء الروحي والتنظيمي بين عناصر الحركة . يقول الشيخ عبد المنعم الشحات : استطاعت الدعوة عبر
عقود قيادة أبنائها دونما أطر تنظيمية أو بأطر ضعيفة . معتمدة على كونها تربيهم
على إتباع الدليل ؛ مما يجعله هو ومعلمه في النهاية - وإن تفاوت الفضل والسبق- في
منزلة (كل يؤخذ مِن قوله ويُترك) "[38]
.
ومن خلال هذا
التشخيص والذي تم تطبيقه على أرض الواقع خلال الانتخابات التشريعية ، يتضح أن أحد
أهم معالم المدرسة السلفية هي : الدليل الشرعي في كل شأن ، احترام وتقدير العلماء
؛ وبالتالي كان من الطبيعي أن يستجيب أتباع هذه المدرسة بشكل واسع لمطالبات الدعاة
السلفيين بضرورة دعم قائمتهم الانتخابية ، وهو ما سمح لها بتحقيق نتائج جيدة في
الانتخابات الاخيرة .
إلا أن تأثير
هذه الدعوة على الشباب السلفي قد يتعرض لبعض الاشكاليات نتيجة استمرار رفض بعض
علمائها لفكرة الدخول في العملية السياسية ، ويقود هذا الاتجاه أحد الدعاة في
المنصورة وهو الشيخ أحمد النقيب ، والذي كشف في مقال له على موقعه الشخصي عن
الفكرة التي تتحرك بها الاحزاب السلفية : " أما القول : ( بأن هذا واجب
المرحلة ، وفقه الوقت يقتضي سرعة المُشاركة والتحزُّب ، فهذه ضرورة ، ونحن
مُتعجّلون ، والوقت ضيّق ، ليس أمامنا وقت !! " ، ويستعرض الشيخ النقيب
حجم التنازلات التي سيضطر الحزبيين السلفيين لتقديمه في سبيل بقائهم ضمن المنظومة
السلفية " التورتة " توشك الأكلة أن يتقاسموها فنريد حظّنا منها ،
وليكن ما يكن من قبول النصارى ، وجواز بناء الكنائس ، وعدم المُطالبة بالإفراج عن
الأسيرات المُسلمات ، وقبول الديموقراطية – زعما أننا سنُفرغ مضمونها من حقيقة
الحكم لنجعله لله سبحانه !!! – وفتح الحزب لكل المصريين " هكذا!!! " ،
وقبول قانون الأحزاب ، واستضافة القُسُس في مؤتمرات الحزب ، ومنع رفع شعارات
مُقاطعة ساويرس في المؤتمرات الحزبية ....) .
لماذا هذا كله ؟!! (لأننا نخاف أن يُسيطر العلمانيون على
البلد ، ويضعوا دستورا يُضيّق الخناق على الدعوة والدعاة !!) "[39] .
ويشكك الشيخ
أحمد النقيب في قدرة الحزب السلفي على الاستمرار كما يبدي مخاوف من النتائج قائلاً
: "
أمّا
نحن : فإنّ الحزب السلفي فكرة وقياما وانتشارا خلال أشهر !! أين الخبرات ؟ لأننا
لم نعمل شيئا للأمة ، ومن هنا سيعتمد الحزب السلفي على طائفة ، ويتحرّك من خلال
طائفة ، مُتخلّيا بذلك عن فكر الأمة والأخذ بيدها ، وهذه خسارة كبيرة ؛ لأن الحزب
السلفي سيحرقُ رصيده الذي ربّاه قبل الحزب ؛ لأنه في الحقيقة : (صورة كبيرة وضجيج
كبير) ، لكن لم يُقدّم شيئا للأمة ، ولن يُقدّم !!!
...
إن التراخي والغرور الذي يولّده الحزب يقلبنا من ( مُجاهدين )
بالعلم والعمل والدعوة ، إلى (مُستأنسين) بالحزب ! رغبةً في حصد المصالح الموهومة
...
إن الاعتماد على كثرة العدد فقط وسعة الانتشار لمدعاة إلى سرعة
السقوط!! وهذه سنة كونيّة، فغير القادر على بناء صفّه الداخلي عاجز عن بناء الأمة
ونفعها، فلماذا نعيش الوهم ونسابق الأمل الخادع ؟!! "[40] .
كما أبدى
الشيخ النقيب مخاوفة من أن يؤدي ظهور أحزاب سلفية لوجود حالة من الصراع بين
السلفيين والأخوان معتبراً أن الأفضل بالنسبة للسلفيين هو انتخاب الاخوان المسلمين
كونهم الأسبق والأكثر خبرة في هذا المجال : " قالوا
: (سنمارس وننسّق ...) ، وعندها قُلنا : هذا كلام غير دقيق ! والمُزاحمة لن تكون
بين الإسلاميين والعلمانيين ، بل ستكون بين الإسلاميين الإخوان ، والإسلاميين
السلفيين ، وحرصا
على سلامة المنهج وألا تكون المُزاحمة بين الإسلاميين – وعندها يفرح المُنافقون والمُبغِضون
لدين الله ، وعندها ربما يقلُّ نصيبنا في أرض الواقع – رأينا أن لا نمارس اللعبة أصلا بناء على
أصول منهج الدعوة السلفية ، ومن رأى من عامّة المسلمين أو ممن تأثّرَ بفتاوى
مُزاحمة العلمانيين : فليَضع صوته للأجدر والأشدّ تمكّنا وخبرة من أهل السبق
والتنازل من الإسلاميين في هذا المجال ، وهذا هو رأيُ شيخِنا الألبانيّ عليه رحمة
الله تعالى "[41]
.
وقد اتفق الشيخ أبو إسحاق الحويني مع هذا الرأي ، مع
خلاف واضح من ناحية المنطلقات ، فيما يخص الدعاة الذي قرروا المشاركة بفاعلية
بالعملية السياسية ، حيث وجه حديثه لهم محذراً : " إن
الداعية لا يجوز له أن يتلبس بالحزب السياسي ، لأن الحزب السياسي معناه أنه لازم
يلعب سياسة مع خصوم ليسوا شرفاء، والسياسة حيث توجد المصلحة ، يضع يده في يد
الشيطان الرجيم أخده بالحضن مش أحط ايدي في ايده بس ، هيا دي السياسة مالهاش علاقة
بالمبادئ والأخلاقيات ، السياسة تتبع
المصلحة إينما كانت ان شالله يكون مع الشيطان ..
فأنت لما يكون خصومك في السياسة ليسوا شرفاء وعاوز تتكلم
بالدين مش هاتعرف تتكلم بالدين يا تلعب معاهم بالدين يإما هيطردوك بره ويقولو لك :
انت خالفت شروط الحزب السياسي وخالف شروط ترخيص الاحزاب ، وخالف كذا .. أو يجتمعوا
جميعا وينفروا الناس منك ...
هاترجع في الآخر بخفي حنين تلعق جراحك يا ولداه عشان ترجع
لصفوف الدعوة تاني هاتكون سمعتك راحت مش هاتكون انتا الداعية بقى اللي طول عمره
واقف على الحق ، طردوك من السياسة ولا تستطيع أن تكون داعية أبدا "[42] ، وهو الموقف
الذي استفز أحد الباحثين السلفيين واندفع في مقال له ليصف الشيخ الحويني وأتباعه
بأنهم صوفية أهل الحديث المغيبون عن الواقع ، كما اتهمهم بتقديس كل سلطة قائمة
واصفاً أياهم برفض الاعتراف بالخطأ وأن العزة بالإثم تمنعهم من التراجع عما أفتوا
به من قبل ، في لهجة متشددة للغاية وغريبة على المجتمع السلفي[43] .
ورغم أن
الغالبية العظمى من أتباع الدعوة السلفية قد اتبعوا منهج العلماء المؤيدين للعمل
الحزبي حتى الآن على الأقل إلا أن كل من الشيخين الحويني وأحمد النقيب يمتلكان
شعبية كبيرة ومتزايدة ، وللأخير أتباع عديدون في مدينة المنصورة على وجه خاص ، وهو
ما قد يؤثر بشكل سلبي على مؤيدي الأحزاب السلفية مستقبلاً خاصة أن بعض توقعاته
بالصدام بين السلفيين والأخوان قد تم بالفعل خلال الانتخابات الأخيرة ، حيث أفتى
الشيخ ياسر برهامي ، أحد المرجعيات الدينية لحزب النور ، بحرمة التصويت للتحالف
الديموقراطي الذي يقوده حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين : "
هل يجوز لنا كسلفيين التصويت للتحالف الديمقراطي بقيادة الإخوان المسلمين
علمًا أن هذا التحالف به أكثر من تسعة أحزاب ليبرالية ، وعلمانية ، واشتراكية ؟!
وهل هذا من جنس حلف الفضول؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد ؛
فيلزمكَ أن تختار مَن ينصر الدين
ويحافظ على الشريعة ، والتحالف مع الليبراليين والعلمانيين الذين لا يتبنون قضية
تطبيق شرع الله ليس مِن جنس "حلف الفضول" الذي كان على نصرة المظلوم ،
وإحقاق الحق ، ونحو ذلك ... وإنما هو تحالف على تقسيم (الكعكة) في البرلمان .
ونحن لا نرى صحة ذلك ؛ ولذا لم نختر
الدخول في هذا التحالف ، وإنما نقبل التحالف بين الإسلاميين ذوي المرجعيات السلفية
؛ فلا أرى لكَ إلا اختيار قائمة التحالف الإسلامي تحت قائمة حزب النور"[44] ، وفي المقابل اتهم الاخوان المسلمون أكثر من مرة حزب
النور بدعم بعض المرشحين المنتمين للحزب الوطني مثل طارق طلعت مصطفى بزعم أن له
ميول سلفية ووضع مرشحين كانوا ضباط شرطة سابقين بقائمته كمؤسس حزب الأصالة السلفي
المتحالف مع حزب النور اللواء عادل عبدالمقصود ، ومرشح حزب النور في شمال سيناء
كمال الأهتم[45] .
وثمة إشكالية
أخرى هامة قد تؤثر على شعبية هؤلاء الدعاة الذين تبنوا العمل السياسي ، أو على
الأقل دعموه ، فقد أفتوا سابقاً بأن الديموقراطية كفر[46] ، كما رفضوا الترشح للبرلمان باعتبار أن الحكم والتشريع
لله عز وجل وليس للناس[47] ، بالاضافة لرفضهم مسألة ولاية المرأة على الرجال ؛ وهي
مباديء أضطروا لتجاوزها بوضوح أثناء مشاركتهم الأخيرة في الانتخابات ، حيث مارسوا
كل آليات الديموقراطية ، كما ترشح نشطاء السلفيين في البرلمان ، ووضعوا على
قوائمهم مرشحات نساء ليمتلكن الولاية التشريعية على الرجال ، وهي تنازلت أثارت
الكثير من الاستياء لدى بعض المجموعات السلفية التي اعتبرت أن هذه التنازلات تعد
تراجع عن المنهج السلفي الصحيح .
كما أن سقوط
النظام وتبني بعض هؤلاء الدعاة للممارسة والتدخل في السياسة شجع بعض منافسيهم على
محاولة إسقاطهم إعلامياً في صدام عنيف مازال مستمراً حتى هذه اللحظة وقاده الشيخ
محمود عبدالرازق الرضواني عبر قناة الناس بالإضافة للشيخ جلال الخطيب والشيخ هشام
البيلي والشيخ محمود المصري في مواجهة الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب ، حيث
اتهم الشيخ الرضواني الشيخين حسان ويعقوب بضعف قدراتهما العلمية وأنهما كانا
يستقويان بالنظام السابق ويعتمدان على شهرتهما في مواجهة كل من يسعى لتصويب
أخطائهما ، كما أتهمهما بمحاولة منعه وبعض المشايخ الآخرين من الوصول إلى القنوات
الفضائية ثم القيام بحملة سباب وإسقاط في قناة الرحمة تجاه شخصه : " ولما
أوذي الشيخ الرضواني هو وغيره من إخوانه مرات ومرات وفي العديد من الأوقات على
مدار خمس سنوات في قضية الأسماء الحسنى، ووجوب تحذير الأمة على أن فيها 21 واحدا
وعشرين اسما لا يجوز تسمية الله بها ، ولما أوذي الشيخ الرضواني في قضية الأسماء
الحسنى وفي غيرها من قبل الشيخ محمد حسان ، وكذلك الشيخ محمد يعقوب في حرب قذرة ،
مستغليين شهرتهم العريضة في إطلاق الأحكام فيما يجوز أن يعرض أو لا يعرض على
المسلمين من الخواص والعوام ، مع عدم أهليتهما العلمية في هذه القضية بالذات ،
وكثير من قضايا العقيدة الأخرى ، وإن كانت لهم حسنات وحسنات لا ينكرها إلا جاحد ؛
لما أوذي الشيخ الرضواني منهما صبر عليهما صبرا طويلا لا يطيقه أي متخصص عالم
بالحق في هذا الباب يخاف الله عز وجل ، وقد علمنا أن الإمام أحمد سجن وعذب وضرب في
كلمة ينطق بها وهي أن يقول : القرآن مخلوق . فكيف بأسماء الله الحسنى ؟
وصبر أيضا على ما كان يراه منهما من تجاوزات جسيمة ومضايقات
عظيمة في الفضائيات ، ومنعه وغيره من بيان الحق الذي أمر الله بإبلاغه إلى الناس
بالدليل ، ومن ثم أراد الشيخ الرضواني أن يوجه النصح علنا في نقده للقنوات
الإسلامية في المحاضرة التاسعة والعشرين من دورة كفاية الطالبين في بيان فرق
المسلمين ومذاهب المعاصرين وملل المخالفين ، والتي اقتطعتها بوابة الوفد
الإلكترونية وأشعلت بها نار الفتنة ، مع كون المحاضرة مسجلة منذ ستة أشهر ولا دخل
للشيخ في توقيت عرضها ، كما بين في مداخلته مع برنامج مصر الجديدة على قناة الناس ،
وكذلك قناة الخليجية وفي آخر لقاء من برنامج لقاء العقيدة على قناة الناس .
ومع أن الدكتور الرضواني قد وجه النصح مرات عديدة إلى الشيخين
محمد حسان ، وكذلك الشيخ محمد حسين يعقوب ، لكنهم ظنوا أن شهرتهم أقوى من أي نقد ،
وأن التفاف الناس حولهم هو حائط صد ، وأن ذلك مانع لكل من نقدهم في بيان الحق ، أو
أراد بإخلاص أن تقدم الفضائيات الإسلامية رسالتها بصدق ، بحيث يتكامل الدعاة مع
بعضهم ، ولا يتفاضلوا فيتقاتلوا على دهس بعضهم البعض ، لا سيما ما حدث مع فضيلة
الشيخ جلال الخطيب ، وفضيلة الشيخ هشام البيلي ، وفضيلة الشيخ محمود المصري ،
وغيرهم الكثير والكثير ، بل لم ير الدكتور الرضواني منهم جانبا لينا ، ولو بمجرد
اتصال ، بل رأينا عكس ما كنا نحسبه ونتوقعه من أخلاق الدعوة والدعاة ، حيث أساءت
إليه قناة الرحمة التي يمتلكها الشيخ محمد حسان بالسب والقذف ، وكذلك أساء من قبل
مديرها محمود حسان على الهواء مباشرة بالسب والقذف وانتحاله شخصية أخيه ، ونشرهم
بجهل على موقع قناة الرحمة لرأي كل من عارض بغير حق قضية أسماء الله الحسنى ،
وكأنها حملة منظمة قائمة على فتوة الشهرة وإسكات الآخرين لضعفهم "[48] .
كما وجه الشيخ الرضواني بعض الاشكالات في قناة الناس إلى
بعض السلوكيات غير المنضبطة للشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب[49] ، وهو ما استفز بعض مؤيدي الشيخين وبعض زملائهما من
المشايخ الآخرين كالشيخ مصطفى العدوي والشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ صفوت حجازي لمحاولة
الدفاع عنهما ، ووجهوا بدورهم اتهامات للشيخ الرضواني بالكذب وأن اتهاماته تقطر
حقداً ، منكرين في المقابل كل اتهاماته للشيخين[50] ، وبغض النظر عن الصادق بين الفريقين فالواقع أن هذه
المعركة قد أدت لحالة من البلبلة بين اتباع الدعوة السلفية قد تضعف من موقفها
لاحقاً في مجال التأثير السياسي في حال فشلت الاحزاب المدعومة من قبلها في تحقيق
طموحات الجماهير .
ثمة مشكلة
أخرى تعاني منها الدعوة السلفية ، فبعض الممارسات والمواقف السياسية للدعاة قد ادت
إلى حالة كبيرة من الهجوم عليهم ، كدعاء الشيخ محمد حسان للمجلس العسكري وهو على
جبل عرفات أثناء صدامه مع الحركات الثورية[51] ، وهو ما أدى لهجوم كبير على شخصه من قبل جمهور عريض من
الشباب رغم عدم إلتزامه الديني الصارم إلا أنه كان ينظر بقدر كبير من الهيبة لشخصه
وآخرين من الدعوة السلفية ، ومؤهل للإلتحاق بها بوصفها تمثل الرؤية الصحيحة للدين
، وقد ساهمت مثل هذه المواقف إلى ابتعاده عنها تماما على الأقل في هذه المرحلة .
ب - السلفية
الحركية :
نشأ هذا
التيار في الوسط السلفي بالقاهرة وبالأخص في حي شبرا وامتد إلى أحياء أخرى ، ولا
يختلف كثيراً في عقائده وأفكاره عن نظيره في الدعوة السلفية إلا في مسألة تبني
دعاته لفكرة كفر الحاكم الذي لا يقوم بتطبيق الشريعة[52] ، ويبدو أن المقصود من تطبيق الشريعة هو الجزء الظاهري
منها والمتعلق بالحدود ، بغض النظر عن السلوك العام للحكام .
وقد لقت هذه
المدرسة السلفية انتشاراً أقل من نظيرتها العلمية نظراً لهذا الموقف نظراً لكونها
تصطدم بشكل ما مع الحاكم بالرغم من أنها لم تتبنى أي مواقف سياسية حقيقية في
مواجهة نظام مبارك على الإطلاق حيث رفض دعاته العمل المسلح ، كما لم يتعاطفوا مع
التنظيمات السرية ، بل أن بعض دعاتها كانت له صلات بطريقة أو بأخرى مع هذا النظام
.
ومن أبرز
الدعاة السلفيين الذين تبنوا هذا الفكر هو الشيخ محمد عبدالمقصود ، الدكتور سيد
العربي ، الشيخ نشأت إبراهيم والشيخ فوزي السعيد ، وقد برز دور الأخيرين في أثناء
الانتفاضة الفلسطينية عندما أفتيا بجمع الأموال لمساعدة الفلسطينيين ، كما تبنى
بعض أتباعهما فكرة التدرب على السلاح للمشاركة مع الفلسطينيين في أمال المقاومة ،
وقد أدت هذه الفتوى لاعتقال كل من الشيخين نشأت إبراهيم وفوزي السعيد مع عدد من
الشباب وتم إحالة القضية إلى محكمة عسكرية ، والتي بدورها برأت ساحة الشيخين وتم
الإفراج عنهما بعد عدة سنوات من الاعتقال[53] .
وعلى الرغم من
تأييد مشايخ هذا التيار للثورة المصرية التي أطاحت بمبارك وعلى رأسهم الشيخ نشأت
إبراهيم والشيخ فوزي السعيد والشيخ محمد عبدالمقصود[54] ، إلا أن موقف أحد أبرز رموزهم وهو الشيخ محمد
عبدالمقصود من التحركات الجماهيرية التالية ضد المجلس العسكري اتسمت بانحياز واضح
للأخير دون مبرر واضح ، وسعت لوصمها بالطائفية والعداء للإسلام من قبل المسيحيين
والتيارات الفكرية الليبرالية واليسارية ، وهو موقف مشابه لموقف معظم الدعاة
السلفيين بصفة عامة[55] .
وربما كان
التفسير الأساسي لهذا الإرتباط بالمجلس العسكري والذي لم يقم كذلك بتطبيق الشريعة
نتيجة لاحتياج هذه التيارات لبقائه كقوة تنفيذية هائلة يمكنها حماية العملية
السياسية التي بدا ان السلفيين سوف يكتسحونها ، وهو ما يعني احتمالية وصولهم
للصدارة السياسية وتطبيق مشروعهم دون خسائر تذكر باعتبار أن هذا المجلس هو مؤقت في
تواجده .
لقد اختلف
موقف علماء هذا التيار من الحزبية السلفية ، فبينما شن الشيخ فوزي السعيد هجوماً
ضارياً على حزب النور متهماً إياه بأنه يسعى لتفتيت أصوات الإسلاميين والتي كان من
المفترض أن تتجه للإخوان المسلمين باعتبارهم رجال المرحلة وأهل الذكر في مجال
السياسة ، كما اتهم مشايخ الدعوة بالولاء لنظام مبارك حتى بعد الثورة والعمالة له ،
فإن الشيخ محمد عبدالمقصود اتجه لتدعيم حزب الأصالة الذي نشأ من رحم هذا التيار
بقيادة شقيقه اللواء عادل عبدالمقصود ، وقد بدأ بعد انتصار الثورة في الاقتراب
أكثر من الدعوة السلفية بالاسكندرية من ناحية[56] .
ويشكل هذا
التيار الغالبية بين السلفيين في بعض المحافظات كالقاهرة والجيزة والقليوبية ، وكان
لفتوى الشيخ محمد عبدالمقصود أثر بالغ في انضمام الشباب السلفي في هذه المحافظات
للثورة[57] ، ومن الواضح أن كتلته الانتخابية لم تكن منظمة في
الانتخابات الأخيرة حيث توزعت أصواتها ما بين قائمتي التحالف الديموقراطي الذي
قاده الإخوان المسلمين وما بين التحالف السلفي بقيادة حزب النور والذي تحالف معه
حزب الأصالة ، ومن المتوقع ان تحدث بعض التغيرات في أوضاع هذا التيار نتيجة هذا
الخلاف في الأداء السياسي وحالة الاستقطاب الكبيرة في الوسط الإسلامي ، وبينما
يبدو الشيخ محمد عبدالمقصود متجهاً بدرجة كبيرة إلى ناحية التحالف السلفي ، فإن
الشيخ فوزي السعيد يبدو أكثر اقتراباً من الإخوان المسلمين ويسعى للوقوف في
المنطقة الوسط ما بين الطرفين .
ج – السلفية الجامية المدخلية :
بدأ دخول هذا
التيار من السلفية إلى مصر في فترة التسعينات حيث شهدت هذه الفترة نشأته على أثر
الأزمة التي أثارتها قضية السماح للجيوش الأجنبية بالتواجد على الأراضي الاسلامية
أثناء حرب الخليج الثانية سنة 1991 م .
وينسب هذا
التيار إلى الشيخ السلفي محمد بن أمان الجامي وهو من أصل أثيوبي ، وقد قام
بالتدريس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، والشيخ ربيع بن
هادي المدخلي المدرس بالجامعة الإسلامية وهو سعودي من أصل يمني ، وقد
تبنى بعض المواقف المتطرفة في هذه الأثناء ربما مما ذهبت إليه مؤسسات الدولة
الرسمية مثل هيئة كبار العلماء ، والتي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية على أساس
أن فيها مصلحة ، إلا أنهم لم يجرموا من حرم دخولها أو أنكر ذلك ، بينما رأت
الجامية مشروعية دخول القوات الأجنبية ، واتخذت موقفا موقفا معاديا ممن حرم دخولها
، وهذا على أساس مرجعية سلفية تتمترس في أدلة من القرآن والسنة[58]
.
يتميز المدخلية بأنهم يرفضون أي معارضة للحاكم
، ويصل الأمر إلى درجة رفضهم حتى إبداء النصيحة له في العلن ، ويعتبرون أن هذا
الموقف أصلا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ، ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجا
على الحاكم المسلم ، كما يرى المدخليون أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا
يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى مثل منصب المفتي مثلا أو بمؤسسة
الأزهر ، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين ، فإذا حلل
هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك
الفتوى وعدم مخالفتها ، ومن يخالف ذلك فإنه على طريق الخوارج .
كما تتمايز المدخلية عن
غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان ،
وهو تعريف خطير للغاية فرض عليها قدراً ضخماً من التبعية للسلطة وشن هجوما حادا
على الجماعات الإسلامية ؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم ، ومن ثم فهم " خوارج
" على النظام ، ومبتدعة في الدين .
على أن أخطر ما اعتقد به المدخليون وهم
يتميزون به بكل تأكيد هو اعتبارهم أن الحكم بما أنزل الله أمر فرعي ، وليس أصلا من
أصول العقيدة ، وبذلك فإن من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية لا
يكون قد ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام[59] .
وكان بديهياً أن
تتهم التيارات السلفية الأخرى هذا التيار بأنه تيار السلطة نظراً لرفضهم فكرة
الخروج على الحاكم أو الجهاد إلا تحت رايته ، وتبعيتهم المبالغ فيها للسلطة كما
اتهموا مؤسسيه بأنهم تابعون لقوى الأمن والاستخبارات في حكومات البلدان التي
يتواجدون بها[60] .
ويبدو أن هذا
الاتجاه الجديد قد دخل إلى مصر عبر أحد دعاته المصريين وهو محمد محمود الحداد الذي
يعد من أقطابه كذلك ، والشيخ محمد صفوت نور الدين رئيس جمعية أنصار السنة في مصر ،
والشيخ صفوت الشوادفي رئيس تحرير مجلة التوحيد[61] .
ويعتبر بعض الباحثين
أن الشيخ اسامة القوصي بأنه من أنصار هذا التيار[62] ، إلا أنه لا يوجد ما يثبت صحة هذا الادعاء سوى أن
الشيخ اسامة القوصي كان تلميذاً للشيخ مقبل بن هادي (أحد رموز هذا الاتجاه في
اليمن)[63] ، كما كان على علاقة جيدة بالنظام الحاكم في عهد مبارك[64] ، على أن بعض فتاواه المثيرة للجدل وخاصة فيما يخص صحة
ولاية المسيحي على المسلمين في الدولة[65] أو تحليل الموسيقى[66] ، تشير إلى عدم إرتباطه بقواعد هذا المنهج المتطرف حتى
لو كان له بعض التأثر به ، وهناك تيار سلفي متميز يسمى بالسلفية القوصية[67].
ومن أهم رموز
هذا التيار محمود لطفي عامر ، محمد سعيد رسلان ، طلعت زهران ،
أبو بكر ماهر بن عطية ، جمال عبد الرحمن ، علي حشيش ، عبد العظيم بدوي ، هشام البيلي ، ابو عبدالأعلى خالد عثمان المصري وإيهاب البديوي
.
وإذا كانت الدعوة
السلفية قد بدأت انتشارها في الاسكندرية بالاساس ، بينما يرتكز تيار السلفية
الحركية على القاهرة ، فإن تيار السلفية ينتشر بشكل أساسي في محافظات الدقهلية
والقاهرة والمنيا والبحيرة ، كما أن لهم أمتداد كبير في محافظة المنوفية التي ينتمي
إليها الشيخ رسلان ، وقد اعتاد دعاة هذا التيار توجيه نقدهم اللاذع للتيارين
السلفيين الآخرين إلى درجة وصف الشيخ محمود لطفي عامر للشيوخ محمد إسماعيل المقدم
، محمد حسان ومحمد حسين يعقوب بأنهم : " قوم مراوغون مخادعون يريدون طمس الحقائق بزيف العواطف والتعصب
والهوى "[68] .
ومن الطبيعي
أن يتخذ هذا التيار موقفاً سلبياً من الثورة بالأساس ، حيث تم إصدار كتاباً بعنوان
" حقيقة ما يحدث في مصر " للشيخ محمد سعيد رسلان ، تم طبع مليون
نسخة منه وتوزيعه بشكل واسع في محافظة المنوفية ، وهو بالأساس محاضرة للشيخ اتهم
فيها الثورة بأنها جزء من الخطة التي بشر بها أحبار الماسون ، وأنبياء إسرائيل ،
وشيوخ صهيون ، في موسوعات ودراسات ومؤتمرات ، وفي أسفار : التوراة ، والأنبياء ، والملوك
، والتواريخ ، والمزامير ، معتبراً أن ما يجري في مصر هو صراع بين حضارتين :
الحضارة
الإسلامية بأصولها الشرعية : (من التوحيد واتباع خير البرية صلى الله عليه وآله
وسلم) ، والحضارة الغربية بأصولها الوثنية التوراتية الصليبية ، مؤكداً أن من فجر
هذه الحركة هم : " جحافل خريجي وطلاب الجامعة الأمريكية ، يتبعهم ويؤازرهم
ويناصرهم : الفنانون المنحلون ، والمخرجون السفهاء ، والفنانات ، وأصحاب الخزي
والعري والسفور والبحث عن تطليق الفضيلة ؛ لأن مجتمع الذكورية لا يعجبهم !!
لقد رفضت
السلفية المدخلية الحياة الحزبية معتبرة أياها خروجاً على الحاكم الشرعي ،
وبالتالي فقد وجهت سهام نقدها اللاذع للاحزاب السلفية معتبرة إياها أحزاباً بدعية
، كما هاجم دعاتها مدرسة الاسكندرية بضراوة ، حيث انتقد الشيخ هشام البيلي تغير
مواقف دعاة هذا التيار الذي كانوا بالأمس يحاربون الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ
وتبدل موقفهم بعد الثورة وأصبحوا يروجون إلى أن ما بينهم وبين أتباع الجماعتين من
الاختلافات أشياء جزئية لا ينبغي التوقف عندها ، مشيراً إلى أن طبيعة المرحلة من
الناحية السياسية هي التي فرضت عليهم هذا التغير في المواقف ، كما انتقد قبولهم
للديموقراطية بعد رفضهم لها سابقاً واصفاً إياها بشكل ساخر بأنها أصبحت : " الأخت
ديموقراطية " ، متوقعاً أن تنتهي تجربة الإخوان بالإفلاس كما هي عادتهم[70] .
كما دخل الشيخ
محمد سعيد رسلان في مواجهة مع الشيخ ياسر برهامي حول مسألة عدم حكم النجاشي
بالشريعة التي سعى الشيخ برهامي للاستدلال بها على وضع سياسي معين ، حيث افترض أن
النجاشي اعتبر مسلماً بالرغم من أنه لم يحكم بالشرع نظراً لعدم علمه بتفاصيله وعدم
قدرته على تطبيقه نظراً لكون شعبه لم يكن مسلماً بالأساس .
وفي المقابل
رد الشيخ رسلان بأن هذا الاستدلال يحط من قدر هذا العبد الصالح ويعبر عن مجازفة
ممقوتة خاصة أن النجاشي أسلم في المرحلة المكية التي لم ينزل بها حدود ولم تمنع
فيها محرمات كثيرة ، واعتبر أن صاحب هذا الرأي لا يدري ما يخرج من رأسه ويلزمه أن
يبين ما هو التشريع الذي بلغ النجاشي ولم يعمل به[71] .
كما اصطدم
الشيخ رسلان بالشيخ محمد عبدالمقصود أحد علماء تيار السلفية الحركية الذي اتهم
المدخلية في قناة الحكمة بأن دينهم هو شتم كل العاملين بالساحة ، واصفاً الشيخ
رسلان وتياره بأنهم عباد الطواغيت ، وبأنهم يمتلكون قرون استشعار يوجهونها لإرضاء
أمن الدولة والحزب الوطني والحكام وتدربوا على هذا لمدة 30 سنة[72] .
ورد الشيخ
رسلان على هذه الاتهامات عبر توجيه عدة اتهامات مقابلة للشيخ عبدالمقصود بالتقلب
والتكفيرية والكذب والافتراء[73] .
كما دخل الشيخ
طلعت زهران في مواجهات مع علماء هذه الدعوة السلفية فسخر من بعض فتاوى الشيخ محمد
عبدالملك الزغبي وخاصة المتعلقة خلق الإبل من الشياطين وجواز أكل لحم الجن ، وأقواله
عن رؤيته الأنبياء في المنام ، واتهم الشيخ محمد إسماعيل المقدم في محاضرة له سنة
2008 بأن فتاواه بخصوص الانتخابات والبرلمان ترتبط بالمصالح السياسية وعندما يجد
فرصة للحصول على مكاسب في الانتخابات سوف تتغير على الفور[74] ، وازداد هذا الهجوم بعد الثورة حيث اتهم الشيخ ياسر
برهامي بالكذب قبل الثورة وبعد الثورة نتيجة تغير فتاواه من حرمة دخول الأحزاب
وعدم جواز اتخاذ الديموقراطية سواء عقيدة أو آلية ، إلى قبوله لاتخاذها كآلية ،
كما رد على مبررات هذه المدرسة في عدم قبولها بالانتخابات سابقاً بحجة تعرضها
للتزوير ، موضحاً أنهم لم يقولوا أبداً بأنها مزورة وإنما وصفوها بالكفر ، كما
اتهمه مع الشيخ اسماعيل المقدم ، أحمد فريد وسعيد عبدالعظيم بأن نشأتهم كانت بخطة
أمنية من أحد المسئولين الأمنين وهو اللواء فؤاد علام والذي كان يهدف لصناعة صوفية
جديدة تعتمد على تقديس الشيوخ لمواجهة الصوفية الموجودة ، مستدلاً بالوثائق التي
تم كشفها بعد سقوط مقرات أمن الدولة واكتشاف التقارير التي كان يقدمها أحمد فريد
وياسر برهامي ومحمد إسماعيل المقدم بخط أيديهم للأمن ، كما انتقد الطاعة العمياء
التي يتسم بها اتباعهم رغم تناقض فتاواهم ما بين حرمة الثورات والمظاهرات قبل
الثورة ، وما بين حليتها فجأة بعدما اكتشفوا يوم 2 فبراير أن مبارك على وشك السقوط
، متهماً هؤلاء الدعاة بأنهم إخوان مسلمين ولكن بلحى[75] .
إلا أن صدامه
الأكبر كان بالشيخ ابو اسحاق الحويني والذي يمتلك شعبية كبيرة لدى التيارات
السلفية وذلك بخصوص الموقف من عهد مبارك ، حيث وجه إليه اللوم على سكوته في فترة
الثورة المصرية ، ثم تراجعه ومدحه لعهد مبارك بعد سقوطه بأنه كان أفضل من حيث
الأمن والأمان ، محملاً إياه ومشايخ الفضائيات مسئولية ما يحدث لأنهم : " أفتوا
بالباطل وأفتوا الحرام وأنساقوا للمنظومة اليهودية الصليبية التي اثارت المظاهرات
في أنحاء العالم الإسلامي ، وستكمل على بقية العالم الإسلامي "[76] .
إن الخلفيات
السابقة تشير إلى أن هذا التيار الذي بدأ يحقق انتشاراً معقولاً في الأوساط
السلفية سوف يستمر في موقفه السلبي من الحياة السياسية بصفة عامة ، وسوف يسعى
لاستثمار أي إخفاقات للاحزاب السلفية التي يصطدم معها من أجل زيادة رقعته
الجماهيرية ، بالإضافة إلى أن مشاجرات دعاته مع دعاة المدرستين السابقتين يؤثر لحد
كبير على نفوذ هؤلاء الدعاة وهيبتهم ، إلا أنه قد ينشط بشكل مستقل أو يدعم
التيارات السلفية الأخرى في حال تمكنت التيارات الليبرالية أو الاشتراكية من
الوصول إلى السلطة ، وهو المبدأ الذي كفل للشيخ طلعت زهران الدعوة لنصرة الشيخ
الحجوري بقرية دماج في محافظة صعدة اليمنية ضد الحوثيين الزيديين ، مطالباً بضرورة
تجاوز الخلافات السابقة مع هذا الشيخ ودعمه بالنفس والمال والدعاء[77] .
د – السلفيين :
كانت بداية
تيار السلفيين في منتصف السبعينات من القرن الماضي وهو كغيره من التيارات السلفية يعتمد
في انتشاره على الدعاة وشهرتهم ، إلا أن تميزه الأساسي يتمثل في أن كل من دعاته
كيان منفصل عن الآخر ، حيث يلتزم أتباع هذا التيار بالتتلمذ على يد داعية محدد .
ويعد الشيخ
الدكتور أسامة عبدالعظيم استاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر الأكثر شهرة بين دعاة
السلفيين من ناحية عدد تلاميذه الذين يبلغون في بعض التقديرات لما يفوق المائة ألف
تلميذ في محافظات مصر[78] .
ومن المعروف
عن هذا التيار رفضه للمشاركة السياسية بشكل مطلق ، كما أنه اتخذ موقفاً سلبياً من
الثورة المصرية ووصف الشيخ أسامة عبدالعظيم ثورة 25 يناير بأنها عبث وفساد ، كما
أكد أنها تدبير من المخابرات المركزية الأمريكية ككل الثورات بصفة عامة ، وهو نفس
الاتهام الذي وجهة لثورة 23 يوليو 1952 ، متهماً المشاركين في الثورتين بأنهم
تلقوا أموالاً للقيام بها : " وكل الانقلابات والثورات عبارة عن اتفاق
أجهزة المخابرات مع مأجورين بالفلوس ، الضباط بتوع ثورة 23 يوليو والعيال دول كلهم
واخدين فلوس "[79] .
وبناء على
الرفض العام للسياسة وما تلا ثورة 25 يناير من أوضاع ، فقد اعتبر الشيخ اسامة
عبدالعظيم أن مشاركة المنسوبين إلى الدين في الانتخابات النيابية الأخيرة هي خلع
لثياب الدين وبالتالي فقد صاروا غير بعيدين عن المفسدين .
ورد الشيخ على
القائلين بضرورة النزول لساحة المعترك السياسي لتحكيم شرع الله ، بأنهم يدعون
للنزول للمجاري والنجاسة واصفاً السياسة بأنها " كذب وغش وخداع ونجاسة
" ، وهو ما يمنع عنه الشرع ، منتقداً في نفس الوقت قبول السلفيين بالجلوس مع
رجال الدين المسيحي والظهور معهم بشكل ودود كأحد مظاهر التراجع عن رؤيتهم
الإسلامية .
وقد توصل
الشيخ في أحد محاضراته بمسجد مالك الملك ببورسعيد إلى نتيجة بأنه لا يوجد في
الواقع إسلاميين كي يتم انتخابهم من الجمهور السلفي ، وطالب طلابه بالامتناع عن
التصويت في الانتخابات[80] .
إن هذا التصور
يجعل تيار السلفيين أقرب كثيراً للسلفية المدخلية من ناحية تصوراتها المتطرفة
بحرمة الخروج على الحاكم مطلقاً ، مع خلاف في المرجعية الفكرية لهذا الراي ، حيث
رد الشيخ اسامة عبدالعظيم على تساؤل من هذا النوع بأن سعي الحاكم في الأرض فساداً
ليس فعله وإنما فعل الله الذي يسخر الحاكم على من شاء بعدله على من يستحق هذا
التسخير وأكثر منه لما يرتكبه من مخالفات .
ومن غير
المتوقع أن ينشط دعاة هذا التيار من الناحية السياسية قريباً مع تبنيهم لهذه
الرؤية ، كما أن حجم انتقاداتهم للتيار السلفي الذي تبنى الحزبية قلل كثيراً من
وجاهته السياسية ، وقد تنتشر بشكل مكثف في حال لم يتمكن رواد الدعوة السلفية من
تقديم مشروع حقيقي خلال الفترة القادمة .
3 – السلفية
السياسية :
استخدمت هذا المصطلح لوصف الشخصيات السلفية التي قامت
بتأسيس أحزاب في مرحلة ما بعد الثورة ، وبالرغم من أن هذه التيارات تختلف في
أصولها ما بين الانتماء للمدرسة الدعوية أو الحركية أو الانتماء للمجموعات
الجهادية السابقة فالواقع أنها بشكل عام إنتهت إلى موقع واحد بعد سقوط النظام ، بل
ونشأ بينها تحالفات في الانتخابات الأخيرة بالرغم من خلافاتها السابقة .
لقد تشكلت
الأحزاب السلفية بناء على رغبة الدعوة السلفية في استغلال الانفتاح السياسي الكبير
من أجل حماية المكتسبات السابقة التي تحققت في مرحلة حكم مبارك ، وهو ما شجع
الاتجاهات الأخرى على الاندفاع تجاه الساحة السياسية وخاصة التي كانت مهتمة
بالسياسة ، كالسلفية الحركية والجماعات الإسلامية ، وبالتالي اتسمت الاحزاب
الناشئة بكون كل منها خاضع لرعاية من أحد هذه الاتجاهات .
أحزاب الدعوة
السلفية :
كان تأسيس حزب
النور تعبير واضح عن نفوذ مدرسة الدعوة السلفية في الاسكندرية ، حيث تبناه عدد من
الدعاة وانضموا إليه كالداعية ياسر برهامي ، والداعية عبدالمنعم الشحات ، بينما
رفض دعاة آخرون الانضمام الرسمي له وإن كانوا تبنوا خطه ومنهجه كالداعية محمد حسان
، وبناء على جماهيرية وانتشار المؤيدين لهذه المدرسة الدعوية بالاضافة لشهرة معظم
دعاتها من الناحية الإعلامية والترويج لهم في عدد من القنوات الفضائية كقناة
الرحمة ، فقد تمكن هذا الحزب من أن يحظى بالشعبية الأكبر في الوسط السلفي بحيث أن
الاحزاب السلفية الأخرى مازالت مجهولة حتى الآن .
من ناحية أخرى
نشأ حزب الفضيلة عن طريق تعاون مجموعة من العاملين في الوسط السلفي ومن أهمهم السلفية
الحركية حيث بدأ كحزب يخضع لمرجعية الشيخين محمد عبدالمقصود والشيخ فوزي السعيد ،
إلا أن الحزب وأثناء تأسيسه عانى من خلافات كبير بين قياداته مما أدى لانسحاب
رئيسه عادل عبدالمقصود وإنشائه لحزب جديد باسم الأصالة والذي اعتبر أن مرجعيته
الدينية مرتبطة بالشيخ محمد عبدالمقصود شقيق الرئيس ، وقد برر هذا التصرف بأنه رد
فعل لما حاول بعض أعضاء حزب الفضيلة كمحمود فتحي ومحمد إمام وخالد سعيد وخيري
فرحات للضغط باتجاه ضم نشطاء من السلفية الجهادية كالجماعة الإسلامية والجهاد إلى
الحزب تحت مسمى جبهة الإصلاح وهو ما رفضه تماماً : " أنا ضد هؤلاء لأن
أعضاء الحزب انضموا إليه لأنه سلفى، وأى محاولة للاندماج مع
هؤلاء تعد (خيانة) لأعضاء الحزب، فاندماج الحزب مع حزب السلفية الجهادية سيضر به
لأنه فى أى انقلاب للدولة على هؤلاء سيتضرر حزبه، وسأقف ضد
هؤلاء وأمنع مخططاتهم، فأنا الذى أنشأت الحزب وسأدافع عنه
"[81] ، وقد اتهمت الجبهة المناوئة للواء عادل عبدالمقصود أحد
الدعاة السلفيين بأنه السبب الرئيسي لهذا التصدع الذي أصاب حزب الفضيلة خشية أن
يكون منافساً لحزبه ، ووصفه الشيخ محمد إمام في مقال له بصحيفة المصريون
الألكترونية بأن دوره يشبه دور كمال الشاذلي في الحزب الوطني[82] ، وقد وصلت الأمور في هذه الخصومة بين الدعاة لدرجة
الاعتداء على محمد إمام كاتب المقال ومنعه من الخطابة في مسجدة بالمعمورة في
الاسكندرية بتحريض من أحد الدعاة المنافسين والذي وصف بأنه من رموز الدعوة
بالإسكندرية[83] .
ويمثل حزب النور
النسبة الغالبة من القاعدة الجماهيرية السلفية المتأثرة بالدعوة السلفية في
الاسكندرية ، وحصل على 110 مقعد من بين مقاعد تحالفه السلفي ، ويليه في الجماهيرية
حزبي الأصالة والفضيلة وهما يعبران بالأساس عن السلفية الحركية بالقاهرة ، إلا أن
الفارق كبير بين جماهيرية هذين الحزبين وجماهيرية النور ، ولم يتمكن حزب الأصالة
من الحصول في الانتخابات التشريعية عبر تحالفه مع النور سوى على 3 مقاعد فقط .
على أن تأسيس
هذه الأحزاب لم يعني توقف الأمور عند هاتين المدرستين ، فالساحة السلفية أصبحت بعد
الثورة متاحة للعديد من الرؤى الدينية المتعلقة بالسياسة ، وقابلة لتأسيس مدارس
وتوجهات جديدة ، وإذا كان حزب النور يعتمد على مرجعية علماء كمحمد حسان وياسر
برهامي ، وحزب الأصالة يعتمد بالأساس على مرجعية الشيخ محمد عبدالمقصود ، كما
يعتمد حزب الفضيلة على مرجعية الشيخ فوزي السعيد[84] ، فإن هناك حزب ثالث ظهر على الساحة وإن لم يحظ بنفس
الشهرة وهو حزب الإصلاح الذي رأسه الشيخ الدكتور عطية عدلان أستاذ الفقه بجامعة
الأزهر والذي يعتمد بدوره على مرجعية علماء الأزهر من المتأثرين بالتيارات السلفية
، وبالرغم من اعتباره سلفياً إلا أن رئيسه فضل التحالف مع حزب الحرية والعدالة في
الانتخابات التشريعية الأخيرة وحصل على مقعد بمجلس الشعب على هذه القائمة ، وقد
اكد في تصريحاته بعد فوزه بالانتخابات على إعجابه وقناعاته القريبة من أفكار
الإخوان المسلمين ، فيما يعد اكثر اقتراباً من طروحات الجمعية الشرعية .
إلا أن الأمر
لم ينتهي عند هذه النقطة فمازال هناك بعض الدعاة يرفضون دخول الدعوة السلفية في
السياسة وهم دعاة لهم تأثيرهم وقيمتهم كالشيخ أحمد النقيب والشيخ الحويني[85] ، كما تشدد دعاة آخرون في موقفهم من هذه المدرسة ووصفوا
ممارسات الحزب بعد تأسيسه بالابتداع والسقوط في المخالفات للمعتقد السلفي نتيجة
الممارسة السياسية ، فقد اعتبر الشيخ سامي العربي في أحد محاضراته أن الدعاة الذين
يؤيدون هذه الأحزاب يتراجعون عن آراء سابقة لهم حول الديموقراطية والموقف من
المسيحيين وحقوقهم في مصر ، بالاضافة لحقوق المرأة ، وذلك بهدف المصالح السياسية ،
مؤكداً مجرد الحزبية هي خروج عن المنهج السلفي ، كما رفض فكرة التحالفات السياسية
مستدلا بمروية عن النبي (ص) بحرمة التحالف في الإسلام ، ومثل الشيخ سامي العربي
تراجع المشايخ المؤيدين للاحزاب عن كفر الديموقراطية ودعواهم بأن الأحزاب ترغب في
تطبيق الديموقراطية في إطار الشريعة الإسلامية بالآية القرآنية " فاستخف
قومه فأطاعوه "(الزخرف/54) ، كما ابدى استيائه من التفرقة بين الواجب
القومي والواجب الديني في برامج الأحزاب السلفية في إطار تعليقه على رؤية أحد
الأحزاب حول الضرائب واعتباره بأنها واجب قومي بالرغم من اتفاق السلفيين على
حرمتها[86].
إن هذه الآراء
ليست خاصة بالشيخ سامي العربي ، فقد وجه انتقادات شبيهة كل من الشيخين حسن زبادي[87] وأسامة سليمان[88] لفكرة الحزبية بشكل عام ولحزب النور والشيخ ياسر برهامي
بشكل ، خاص وشملت كذلك اتهامات بالتملص من آرائهم السابقة والخروج على المنهج
السلفي ، كما رفض الشيخ مصطفى العدوي على قناة صفا السلفية قواعد تأسيس الأحزاب
انطلاقاً من أنها اعتمدت على الديموقراطية الكافرة[89] ، وعقب انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الشعب المصري وجه
انتقادات لاذعة للنواب السلفيين الذين حصلوا على عضويتة وتخلوا عن زيهم الديني
معتبراً أن هذا التصرف رغم عدم حرمته إنما يعبر عن انهزامية كبيرة لديهم أمام
الواقع[90] .
أما الشيخ
أحمد عشوش فقد أكد أن الخلاف مع حزب النور هو خلاف في الأهداف والأساليب مؤكداً أن
الحزب وضع برنامجاً غير إسلامياً ومتبنياً لفكرة الدولة الحديثة التي قامت على
نظريات هوبس وجان جاك روسو ومونتسكيو وهي مخالفة لرؤية الإسلام للدولة بدرجة تصل
إلى الخلاف ما بين الإيمان والكفر[91] .
هذه الآراء المخالفة
والانتقادات ، رغم انها لم تؤثر بقدر كبير على شعبية الحزب خلال الانتخابات
التشريعية ، إلا أنها ساهمت في حجب عدد من الأصوات السلفية التي ابتعدت عن
الانتخابات بشكل عام نظرا لتأثرها بهذه الرؤى أو لتبعيتها لتيار السلفية المدخلية
، كما أدت لقدر كبير من التشويش على صورة السلفيين ودعاتهم بشكل عام بحيث تنازلوا
عن الصورة المهيبة وغير القابلة للمساس والانتقاد التي احتفظوا بها سابقا ، وهو ما
قد يبرز أثراً سلبياً حقيقياً وكبيراً في حال فشلت التجربة السلفية الحزبية كما
توقع الشيخ أحمد النقيب سابقاً .
الأحزاب
الجهادية :
المقصود بهذا التعبير هو الأحزاب التي أسستها جماعات
الإسلام السياسي والتي خرجت من المعتقلات بعد رحيل مبارك وقررت مزاولة العمل
السياسي العلني كالجماعة الإسلامية والجهاد ، وكلتا الجماعتين كانتا قد تبنتا
مراجعات في الفترة الأخيرة وأعلنتا خلالها نبذ العنف من سياستهما .
أسست الجماعة
الإسلامية حزب البناء والتنمية برئاسة الدكتور نصر عبدالسلام ومشاركة بعض أقطاب
الجماعة مثل طارق الزمر وصفوت عبدالغني وأشرف توفيق والشاذلي الصغير ومحمد عصام
درباله واسامة حافظ ، وقد دخل الحزب ضمن التحالف السلفي بمشاركة حزبي النور
والأصالة وتمكن 13 من مرشحيه من النجاح والحصول على عضوية مجلس الشعب من بينهم 10
مرشحين عبر النظام الفردي و3 مرشحين عن طريق القوائم[92] .
ومن الواضح أن
شعبية الحزب المعبر عن الجماعة تتركز بالاساس في مناطق صعيد مصر ، والتي شهدت
غالبية المواجهات التي تمت بين الجماعة والنظام السابق ، ومن بين هذه المقاعد
الـ13 لا يوجد سوى مقعد واحد فقط من منطقة القناة بالسويس مقابل 12 مقعد من الصعيد
.
كما أسس بعض
نشطاء الجماعة حزباً آخر باسم حزب الأمة الجديد ، والذي أصر كرم زهدي أنه لن يكون
مرتبطا بالجماعة كما أن مرجعيته لن تكون دينية وقد عهد برئاسة الحزب إلى اللواء
سامي حجازي[93]
أما تنظيم
الجهاد الإسلامي فقد أسس حزبا معبراً عنه باسم حزب السلامة والتنمية والذي ضم
عدد من القيادات الجهادية منهم الشيخ أسامة قاسم ، وعلى فراج الصادر ضدهما أحكام
سابقة بالمؤبد في قضايا جهادية ، والمحامى نزار غراب والباحث في شئون الحركات
الإسلامية كمال حبيب ، والقيادي في طلائع الفتح الدكتور محمد عبد الله والقيادي
النقابي المهندس سيد حسن ، والدكتور هاني الفرنواني أستاذ النحو والصرف في جامعة جنوب الوادي[94] .
وفي الوقت
الذي دخل فيه حزب البناء والتنمية ضمن التحالف السلفي ، فقد انضم حزب السلامة
والتنمية إلى التحالف الديموقراطي الذي قاده حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان
المسلمين[95] .
ومن الواضح
بصفة عامة أن الأحزاب الجهادية تقل من الناحية الجماهيرية عن الاحزاب السلفية
الدعوية ، كما أنها تختلف من الناحية المنهجية عن السلفية الدعوية حيث يبدون أكثر
انفتاحاً ويضعون أنفسهم في مرحلة وسطية ما بين الاخوان المسلمين والدعوة السلفية ،
وهو ما دفعهم للتأكيد على أن هذه المره سوف تكون الأخيرة من ناحية تحالفهم مع
الأحزاب السلفية الدعوية باعتبار أنهم قد تعرضوا لخدعة نتيجة هذا التحالف الذي لم
يعبر عن شعبيتهم الحقيقية على الإطلاق[96] .
4 - سلفية ما بعد الثورة
نشأت في أثناء فعاليات ثورة
يناير 2011 وبعدها عدة مجموعات سلفية تفاوتت في مدى ارتباطها بأصولها السلفية في
نطاق الحراك السياسي والاجتماعي ومدى تأثير الحيوية الثورية على منظومتها الفكرية
.
لقد تأسست هذه المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي Facebook
كغيرها من المجموعات السياسية التي تمكنت من حشد الجماهير في أثناء الثورة المصرية
، وهو ما دفع التيار السلفي إلى الوعي بمدى فاعلية هذه الاداة في الترويج لمبادئه
الدينية ، بالاضافة لسهولة التعامل والتواصل عبرها وعدم خضوعها لاي صعوبات تنظيمية
أو إدارية ، كما أن الانتشار الكبير للمجموعات الاشتراكية والليبرالية مثل حالة من
التحدي لشباب التيار السلفي الذي كشفت له الأحداث عن ضرورة التواصل الحر مع أكبر
عدد من الجمهور الشاب عبر هذه الصفحات والمجموعات .
لقد اكتشفت
الكوادر السلفية الشابه أن هناك قدر من الفراغ بين المباديء السلفية التقليدية
وبين الطبيعة الحضارية المصرية من ناحية ، وبين هذه المباديء والظرف الثوري الحالي
بصفة عامة ، خاصة مع الدور السلبي الذي لعبه الدعاة السلفيين في بداية الثورة
وانحيازهم للرئيس السابق ونظامه ، وبالتالي فقد كان من الضروري أن تتجنب بقدر
الامكان استفزاز الأطراف الأخرى المخالفة لها وخاصة التي لعبت دوراً كبيراً في
الثورة ، وأن تحاول البحث عن الأرضيات المشتركة مع هذه المجموعات الشابة مع
احتفاظها لحد ما بطبيعتها السلفية .
وقد تراوحت
هذه المجموعات في درجة اندفاعها باتجاه هذه الأرضية المشتركة ما بين مجموعات سعت
للتمسك بقدر كبير من الصرامة بالروح والتقاليد المعروفة عن التيارات السلفية ،
وبين مجموعات أخرى وقفت على المنتصف فسعت إلى حالة من التواصل مع الآخر مع الحرص
على إبراز الروح السلفية ، منتهية إلى مجموعات أخرى اتجهت ناحية اليسار أكثر وراحت
تسعى لاعتبار الرؤية السلفية بمثابة وجهة نظر شخصية والتخلي عن الاعتقاد بكونها
الحقيقة المطلقة وبالتالي التواصل مع الآخرين عبر الحرص على المشتركات أكثر من
السعي لإبراز الخصوصية .
ويأتي على
يمين هذه المجموعات إئتلاف شباب مصر الإسلامي والذي يسعى لمحاولة تجميع الفصائل
الإسلامية (الإخوان والسلفيون) تحت شعار واحد في مواجهة التيارات الوطنية الأخرى[97] ، ويأتي على نفس الاتجاه إئتلاف الشباب السلفي[98] ، بينما تقف مجموعة إئتلاف دعم المسلمين الجدد في الوسط
قليلاً ، حيث أيدت الثورة المصرية ، كما أيدت التحركات ضد حكم المجلس العسكري ،
إلا أنها في المقابل اتخذت موقفاً سلبياً للغاية من الأقباط كما يبدو من موضوعاتها
وهو ما يتعارض مع ثوريتها[99] ، وكذلك حركة حازمون والتي تتبنى موقف المرشح السلفي
لرئاسة الجمهورية الشيخ حازم صلاح ابو إسماعيل وهي في رؤيتها تقف في الوسط بين
السلفية والأخوان[100] .
وفي المقابل
تقف مجموعتي الجبهة السلفية وجبهة الإرادة الشعبية في ناحية اليسار ، وبالرغم من
أن الأولى تمثل تجميع لعدد من القوى الإسلامية في مواجهة الآخر إلا انها تسعى
لتقديم خطاب سلفي مختلف يجمع ما بين الثوابت الشرعية والتماشي مع الواقع المصري
ليعيش آلام وآمال الناس ولا ينفصل عنهم أو يتعالى عليهم ، كما تتبنى الجبهة
الاعتصامات والتظاهرات السلمية كأحد وسائل عملها[101] ، أما الثانية فتسعى لتأسيس دولة مدنية ذات مرجعية
إسلامية وهو تطور كبير في الفكر السلفي[102] .
وفي أقصى
اليسار مجموعتي سلفيو كوستا وحركة الإسلاميين الثوريين المعبرتين عن نموذجين
جديدين للغاية ، وهما ينتميان أكثر إلى روح الجيل الجديد من الشباب المصري بصفة
عامة ، ويبدو هذا بوضوح في سعيهما الدائم إلى استخدام ذات خطابه ولغته في طروحاتها
، بالإضافة لكونهما الأكثر حرصاً على استغلال مساحات الاتفاق مع القوى الوطنية
الأخرى ، وتتميز حركة الإسلاميين الثوريين بقدر كبير من التأثر بطبيعة الحركات
الشيوعية من حيث خطابها حيث اتهمت الأحزاب السياسية بما فيها ذات المرجعية
الإسلامية بالتنازل عن أهداف الثورة : " لاحظنا
تفرد بعض تيارات الإسلام السياسي عن طريق فرض رؤيتهم بإعتبارها رؤية كل
من يتبنى الفكر الإسلامي متجاهلا رؤية و إرادة شباب الثورة الإسلامي مما
جعل التيارات السياسية الأخرى غير إسلامية التوجه إعتبار أن الإسلاميين قد
تنازلوا عن أهداف الثورة و مبادئها و لذلك قررنا تأسيس حركة شبابية إسلامية
مستقلة تمثل رؤية الشباب الإسلامي الثوري ،مبادئها و أهدافها نابعة من
القيم الإسلامية و روح ثورة 25 يناير المجيدة تحت شعار قوله تعالى (و ما
أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) و هي حركة (الإسلاميين الثوريين )التي تعمل بدورها
على خلق فكري ثوري جديد لدى الشباب الذي يتبنى الفكر الإسلامي
" ، كما طالبوا بـ
" المساواة في الحقوق و الواجبات بين جميع أفراد الشعب بغض النظر عن
الدين أو الجنس طبقا لمبادئ الشريعة الإسلامية ، دعم حقوق الممارسة السياسية والإعلامية
و حقوق الإنسان ، الحفاظ على كرامة المواطن المصري باعبارها خط أحمر داخل و خارج
مصر "[103] ومثل هذه المطالب تعد تطوراً هائلاً بالنسبة لحركة
تعتمد على المنهجية السلفية مع أنها قد أكدت على أن الشريعة الإسلامية هي المظلة
التي يستظل بها فكر المجموعة كمبدأ أول من مبادئها .
هذه النماذج
المتنوعة داخل الإطار السلفي تشير إلى أن الثورة المصرية سوف يكون لها تأثير في
منح الوضع السلفي روحاً جديدة قد تكون غريبة على تراثه وتقاليده ، ومن غير المعروف
مقدار المرونة التي سيتمكن التيار السلفي من ابدائها أمام ما ستنتجه هذه الروح
الثورية ، والتي قد تتجاوز في مراعاتها للواقع بعض الثوابت .
إن هذه
المجموعات السلفية مرشحة في الفترة القادمة إلى الانتشار بدرجة أكبر في الأوساط
السلفية واجتذاب منهجها لدرجة أكبر من المرونة مع الآخر ومحاولة التكيف مع الواقع
أكثر من تكييفه مع الرؤية السلفية ، وربما كان الدليل على ذلك هو حجم المشتركين في
صفحة سلفيو كوستا الذي يصل إلى 86.267 ، وهي تعد أكثر الصفحات السلفية انتشاراً ،
بينما يشارك في صفحة ائتلاف دعم المسلمين الجدد 65.525 مشترك ، أما الجبهة السلفية
فيبلغ عدد مشتركيها 20.576 ، ويبلغ عدد مشتركي جبهة الإرادة الشعبية 8.050 مشترك ،
وتأتي حركة الإسلاميين الثوريين في المؤخرة 564 مشترك مع الوضع في الاعتبار أنها
تأسست حديثاً ، أما أئتلاف شباب مصر الإسلامي فيحظى بمشاركة 432 مشترك فقط .
يشير هذا
الرصد إلى أن المجموعات السلفية الأكثر مرونة فكرية ومشاركة في التحركات
الجماهيرية الثورية هي الأكثر جذباً لتأييد الشباب السلفي ، بالرغم من النظرة
السلفية التقليدية المتسمة بقدر كبير من السلبية تجاه الثورات والتظاهرات
والاعتصامات كوسائل ضغط وتغيير سياسي ، وهو ما سيدعم هذه القوى الشبابية الجديدة
مستقبلاً بغرض تأسيس رؤية دينية سلفية مستقلة تماماً في منهجها الحركي ومتأثرة
بالأفكار والآراء الأخرى بتنوعاتها .
وبديهي أن
غالبية أصوات هذه المجموعات قد اتجهت إلى التيار السلفي في الانتخابات الأخيرة ،
نظراً لعدم إمتلاكها لتنظيمات مستقلة حتى الآن ، واقتصار نشاطها على موقع التواصل
الاجتماعي ، إلا أنها مع حجم شعبيتها المتزايد مرشحة لأن تحاول تبني مناهج سياسية
مستقلة في حال تمكنت من صياغة رؤية سلفية دينية مستقلة كذلك ، وبالتالي تكوين
أحزاب أو حركات سياسية بعيداً عن أحزاب التيار السلفي الدعوية .
الأداء السياسي للتيار السلفي
اتسم الأداء السياسي للأحزاب
السلفية منذ تأسيسها بقدر كبير من الاضطراب نظراً لمحاولتها الدائمة إيجاد قدر من
الموائمة بين الواقع السياسي المصري وحركة ووعي الجماهير الثائرة المجهول لدرجة
كبيرة بالنسبة لهم ، وبين تصوراتهم وآرائهم التقليدية في الدولة والمستمدة في
الغالب من مظاهر تراثية ، كما حاولوا التخفيف من حدة التناقضات الكبيرة فيما بين
رؤيتهم الدينية السابقة على رحيل مبارك ، ورؤيتهم الجديدة عقب دخولهم المعترك
السياسي وهو ما لقى قدر كبير من الانتقادات مما سبقت الاشارة إليه .
لقد فوجيء التيار السلفي أنه سوف
يكون مضطراً للتأقلم مع وضع سياسي يختلف عما تصوره ، فمن الضروري بالنسبة لقياداته
تقبل وجود المسيحيين والتيارات الليبرالية والاشتراكية في المجتمع والبرلمان بل
وربما التحالف معهم إذا اقتضت الحاجة السياسية خاصة بعد أن أثبتت التجربة عدم
صلاحية الأرضية الدينية المشتركة كضمانة للتحالف القوي بين الأحزاب ، وكانت
الصدامات بشكل أكبر خلال الانتخابات بين القائمة السلفية وقائمة التحالف الديموقراطي
التي يقودها الإخوان المسلمين ، كما أن بعض الأحزاب الإسلامية كالوسط والأحزاب ذات
الخلفية الجهادية لن تتماشى إلى النهاية مع رؤية حزب النور .
لقد أثيرت عدة قضايا في الفترة
التي برز فيها نشاط حزب النور السياسي لعل أهمها قضية معتصمي مجلس الوزراء وسحل
إحدى الفتيات المنقبات بميدان التحرير بواسطة بعض رجال الجيش ، وهي القضية التي
مثلت استفزازا كبيرا للجماهير المصرية في الوقت الذي اتخذ حزب النور موقفاً
ممالئاً للجيش ومشككاً في المعتصمين ، كما لجأ للتشكيك في سلوكيات الفتاة الضحية[104] ، وهو نفس الموقف الذي اتخذته الجماعة الإسلامية
المشاركة معه في التحالف بالانتخابات التشريعية ، ووجهت للشباب الثائر اتهامات
بممارسة البلطجة والسعي لهدم ما تبقى للبلاد من مؤسسات وأولها الجيش[105] ، مما سبب ردود أفعال استهجانية كبيرة من قبل الحركات
الثورية ، وحتى من قبل بعض المجموعات السلفية التي وصفت هذا الموقف بأنه نوع من
الدياثة[106] ، وقد أظهرت هذه القضية التيار السلفي كمداهن ومتملق
للسلطة العسكرية المسيطرة من أجل الحفاظ على مكتسباته الانتخابية ، مما أثر كثيراً
على صورته كحزب ديني ، كما قلص كثيراً من قيمة مجلس الشعب الذي حقق فيه التيار الديني
بصفة عامة نجاحات كبيرة ، بحيث أصبح السلفيين يصنفون من بين أعداء الثورة في
المظاهرات الأخيرة .
وكانت القضية الثانية هي تأسيس هيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعد أحد وسائل فرض السلوكيات القويمة في
التاريخ الإسلامي ، وهي مطبقة بالفعل في المملكة العربية السعودية المتبنية لنفس
التوجه السلفي ، وقد مثلت هذه القضية أحد أهم مظاهر التنازلات التي أجبر الحزب على
تقديمها بعد أن أدرك مدى صعوبة تطبيق تصوراته التقليدية وما قدر تجره عليه من
مشكلات ، حيث نشب صراعاً إعلامياً بين الحزب وبعض الشباب من أعضائه الذين قرروا
تأسيس الهيئة مؤكدين على أن الحزب يدعمها معنوياً ومادياً ، إلا أن الهجوم
الإعلامي الضخم على الفكرة بما تمثله من خروج على الوضع القانوني السائد في مصر
أجبر الحزب على التخلي عن فكرة الهيئة وهو ما تسبب في حرب إعلامية بين الطرفين
وصلت إلى تهديد مؤسسي الهيئة للحزب بكشف وثائق تثبت علاقة الحزب بالهيئة وتمويلها
، مؤكدين أن التأسيس تم بعد استفتاء داخلي في الحزب ، وإنتهت الأزمة إلى انفصال
شباب الهيئة عن الحزب نهائياً[107] .
أما القضية الثالثة فكانت قضية
تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد وهو خطأ تورطت فيه أحزاب التحالف السلفي جميعاً ،
حيث أعلنت الأحزاب الثلاثة عن حرمة تهنئة المسيحيين باحتفالات عيد الميلاد ، رافضة
في نفس الوقت تلبية دعوة الكنيسة لحضور القداس بهذه المناسبة ، وهي فتوى غريبة
للغاية خاصة أن الميلاد المعجز للسيد المسيح (ع) متفق عليه بين الديانتين ، وكان
من الممكن للحزب أن يستغل هذه المناسبة للتقرب إلى الأقباط الذين يشكلون قطاعاً
ضخماً له تأثيره من المواطنين المصريين[108] .
لقد أدى هذا التشدد في الموقف
السلفي إلى أزمة مع طائفة كبيرة من المواطنين المصريين مسلمين ومسيحيين لم يروا في
موقف الأحزاب السلفية سوى نوع من العنصرية ، وقام الأزهر نفسه ، وهو الهيئة
الدينية الإسلامية الأكبر في مصر ، بالرد على هذه الادعاءات مؤكداً على عدم
مصداقيتها ، مما وضع الأحزاب السلفية في ورطة واضطر رئيس حزب الأصالة اللواء عادل
عبدالمقصود إلى تقديم توضيح أشبه بالإعتذار وقام أحد نواب الحزب في البرلمان
بتقديم التهنئة للأقباط على قناة الحياة المصرية[109] .
إلا أن الأزمة الكبرى والتي أدت
لأكبر قدر من الانتقادات للرؤية السلفية فكانت من الناحية الخارجية ، فقد أدركت
قوى التيار السلفي أنها تحتاج إلى اعتراف من العالم الغربي الذي طالما هاجمته في
أدبياتها الدينية ، وأن إلتزامها ببعض المظاهر العلمانية للدولة بالاضافة لدعمها
للعملية السلمية بين مصر والكيان الصهيوني هو المدخل من أجل الحصول على هذا الدعم
، وبالتالي فقد تورط في إجراء حوارات مع الكيان الصهيوني عبر وساطات أوروبية
وأمريكية ، كان أكثرها وضوحاً هو التصريحات التي أدلى بها المتحدث الرسمي للحزب
يسري حماد لإذاعة الجيش الصهيوني وأكد فيها أن حزبه لا يعادي معاهدة السلام وأن
مصر ملتزمة بكل الاتفاقيات التي وقعت عليها مع أي دولة بما فيها إسرائيل ، كما عبر
عن ترحيب حزبه بكل سائح يأتي لزيارة مصر حتى لو كان إسرائيلياً ، مشدداً على أن
حزبه لا يريد خلق صراعات في المنطقة[110] .
إن تعامل حزب النور مع هذا الخطأ
أظهر قدراً كبيراً من الإرتباك ، فبعد الهجوم العنيف من الأوساط السياسية المصرية
لتصرف متحدثه الرسمي ، قامت قيادة الحزب في البداية بالتنصل من هذه التصريحات عبر
نفيها كلية ، إلا أن اعتراف يسري حماد بإدلائه لهذه التصريحات فعلاً أدى لمحاولة
أخرى لتخفيف وقع الحقيقة عبر الادعاء بأنه لم يكن يدرك هوية الصحفي الإسرائيلي
المتحدث وأنه تحدث معه باعتباره صحفي عراقي ، وهي تعمية أخرى فشلت في إقناع الرأي
العام خاصة أن حماد اعترف سابقاً أنه تحدث مع صحفي إسرائيلي ، وأخيراً اضطر الحزب
للتصريح بأن الحفاظ على الحقوق العربية والفلسطينية أحد أسس الحزب ، ومؤكداً على
ضرورة تعديل بعض بنود معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية .
وقد اهتمت الصحافة المصرية لفترة
بهذه القضية نظراً للمعركة الانتخابية والصراع المحتدم بين التيار السلفي والإخوان
المسلمين ، بالاضافة للصراع بين كليهما وبين التيارات الليبرالية والاشتراكية ، وتم
نشر عدد من التصريحات الغربية التي تؤكد على وجود لقاءات قد تمت بين قيادات سلفية
ومسئولين إسرائيليين في أوروبا ، وأن هناك ترتيبات للقاءات أخرى ، بالإضافة إلى
وجود اتصالات مع الاتحاد الأوروبي تمت في لندن وباريس وألمانيا وبروكسل وتركيا ،
ومع الإدارة الأمريكية في السعودية وقطر في محاولة من السلفيين لاقناع الغرب
بجدارتهم لحكم مصر ، كما نشرت صحيفة رزاليوسف في موقعها على الانترنت تصريح
لكاثرين آشتون المفوضية الأوروبية العليا أن أوروبا قد جمدت أرصدة بعض السلفيين
بلغت 6 مليارات يورو ، وأن هذا الإجراء قد دفع التيارات السلفية في مصر إلى إجراء
حوارات سرية مع بعض السفراء الأوربيين وأعترفوا خلالها بدولة إسرائيل وهو ما شجع
الكيان الصهيوني على بداية إجراء الحوار مع الأحزاب الدينية المصرية[111] .
لقد لقيت خطوة حزب النور
انتقادات كبيرة من الأطياف السياسية الأخرى رغم أن بعضها كالإخوان كان من ضمن
الذين أكدت المصادر الغربية على ضلوعه في هذه الحوارات ، إلا أن بعض قيادات
الإخوان هاجموا التصرف السلفي معتبرين إياه تطبيع رسمي مع الكيان الصهيوني ، وأنها
جريمة سياسية لا تغتفر ، مذكراً بموقف الإخوان من الكيان الصهيوني في ظل النظام
السابق عندما كانوا يواجهون ما يحدث من مذابح في فلسطين بلا اهتمام بحجة أنهم لا
خبرة لهم في السياسة .
بينما أتهمهم أحد أعضاء الحزب
العربي الناصري بأنهم أحزاب تم تأسيسها بتوجيه أمريكي ولمصلحة الكيان الصهيوني ، أما
الدكتور رفعت سيد أحمد فقد اعتبر أن هذه الاتصالات لم تكن سوى مجرد بالون اختبار
لقياس مدى تقبل الرأي العام لعلاقة حزب النور بالكيان الصهيوني ، إلا أن خبرتهم
القليلة بالسياسة أدت لانقلاب الأمر عليهم ، مشيراً إلى أن الصراع مع الكيان
الصهيوني ليس من بين مخططاتهم[112] .
إلا أن الانتقادات الأكثر عنفاً
كانت من الشيخ وجدي غنيم الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب المتدين في مصر ، حيث
وصف هذه المحاورات بأنها فضيحة متهماً الحزب بأنه يستخدم المذهب المكيافيللي في
صياغة سياساته ، وحذر قيادات الحزب بأن مثل هذه الممارسات سوف تؤدي لسقوطه
مستقبلاً[113] .
لقد كانت هذه القضايا الثلاث مجرد
نماذج أثبتت لحد كبير مدى الارتباك في المسيرة السياسية للأحزاب السلفية ، وأثارت
قدر كبير من التشوش على صورتها ، بحيث لم يعد بإمكانها التشدد في إرتباطها
بخلفياتها الشرعية واضطرت إلى ابداء قدر من المرونة لمواجهة الواقع مقتربة لحد
كبير من أداء تيار الإخوان المسلمين ، وهي مع اضطرارها للمرونة استجابة للواقع في
هذه المرحلة ، فسوف تكون مضطرة كذلك لجعل المرونة منهجية ثابتة من أجل اجتذاب
الأجيال الجديدة من السلفيين والتي تطمح لايجاد حالة ثورية في الفكر والتراث
السلفي تبدو غريبة عليه بالفعل ، بالاضافة لحرصه على ابداء قدر أكبر من الرحابة في
التعامل مع الآخر بل وفي تعامل السلفي ذاته مع التطورات الاجتماعية ، والتخلص من
الصورة التقليدية للسلفيين .
على أن قدرة الأحزاب السلفية على
التاثير في الشارع المصري لن تكون لاحقاً بنفس القوة التي شهدتها الانتخابات
الأخيرة ، وهي معرضة للتقلص تدريجياً مع احتفاظهم بنسبة معقولة من الجماهيرية
مستقبلاً لأسباب :
1 - الانقسامات داخل البيت السلفي ذاته والتي دخلت في سجال شرعي حول شرعية
العملية السياسية .
2 - سقوط الهيبة الدينية لمرجعياتها
العلمائية وقياداتها الحزبية مع التجربة المباشرة الأولى وما تسفر عنه من أخطاء
وسلبيات ، مما سيقلل من عدد المعتنقين الجدد لمباديء هذا التيار .
3 - تطور وضع القوى السياسية سواء
المتحالفة التي قد تطمع في إبراز رؤيتها الخاصة بعيداً عن التحالف السلفي
والاستقلال بوضعيتها ، أو المخالفة والتي لم تتمكن خلال الفترة القصيرة بين
تأسيسها وبدأ الانتخابات التشريعية من صياغة رؤيتها والتواصل مع الشارع المصري .
4 - إعادة الكتل الجماهيرية ، كالأقباط
وباقي الأقليات المذهبية والدينية ، الأخرى لتحديد اختياراتها خلال الانتخابات
المقبلة .
5 – تطور وعي الناخب المصري بقيمة
الانتخابات التشريعية وأهميتها على المستوى الوطني والدولي ، خاصة أن الناخب
المصري اعتاد اختيار نوابه في البرلمان بناء على عصبيات دينية ، أسرية وجهوية ، أو
بناء على خدمات إجتماعية يقدمها ، وليس بناء على برنامج واضح من النائب أو الحزب .
إن المعايير السابقة كان لها الدور
الأكبر في الانتخابات الأخيرة ، ومثلت عوامل القوة الأساسية للتيار السلفي الذي
راهن على مكانته الاجتماعية التي حازها في فترة حكم الرئيس السابق عبر الشهرة
الإعلامية لدعاته والخدمات التي يقدمها للجماهير بالإضافة لإمكانياته المالية
الهائلة ، مما ساهم في دفع الجماهير إلى انتخاب قوائم ليس لديهم أي معرفة بمرشحيها
أو برامجهم الحزبية ، ففي المنصورة – على سبيل المثال - اختار الناخبون العاديون مرشحي
قوائم الحرية والعدالة ، النور ، الثورة مستمرة بناء على معرفة شعبية الدكتور يسري
هاني من الأولى ، الشيخ محمد حسان الداعم للثانية والدكتور محمد غنيم الداعم
للثالثة ، دون أي دراية ببرنامج هذه القوائم في البرلمان القادم .
على أن عوامل القوة السلفية لن
يكون بالإمكان استغلالها بنفس الفاعلية في المرات القادمة في حالة استمرار العملية
الديموقراطية ، وسوف يكون على هذه التيارات محاولة تطويع خلفياتهم الشرعية للواقع
المصري ، وتجهيز برنامج اقتصادي ، اجتماعي وسياسي يحظى بالقبول الجماهيري أكثر مما
يحظى برضا مرجعياتهم الدينية للاحتفاظ بهذه الشعبية أو تنميتها ، بالاضافة
لمحاولاتهم نشر رؤيتهم الدينية في مواجهة العديد من المنافسين الدينيين الذين
ظهروا بوضوح بعد زوال مظلة النظام السابق والتي كانت تتعامل مع الحالة الدينية بما
يهدف مصالحها الخاصة .
خاتمة
إن التساؤل الأساسي الذي سعت هذه
الدراسة للبحث عن إجابته هو مدى قدرة التيارات السلفية على تطوير تجربتها السياسية
التي لاقت نجاحاً غير متوقعاً في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، بحيث تتمكن من
التأقلم مع الواقع المصري والاحتفاظ بطبيعتها الدينية في آن .
لقد استعرضت هذه الدراسة في
البداية الرؤية السلفية التقليدية للسياسة ، في محاولة لابراز حجم الأزمة التي
تعاني منها التيارات السلفية في تجربتها الجديدة ، والتي تمثل حالة انفجارية
موقوتة نتيجة ما تعانيه من تناقض ، خاصة أن التيارات السلفية خاضت هذه التجربة دون
تحضيرات جماهيرية أو فقهية كافية تحاول فيها مراجعة رؤيتها والبحث عن المبررات
الشرعية الكافية لهذا التراجع بما يؤسس لحالة من الثبات الأيدولوجي لكوادرها ،
خاصة مع احتماليات بتقديم تنازلات ربما كانت خارج التوقعات بالنسبة للكثيرين منهم
.
كما استعرضت الدراسة التنوعات
والاتجاهات في الواقع السلفي ، ومدى تأثير كل منهم على الجمهور المصري ، واهتمت
بشكل خاص بالسلفية المدخلية وسلفية ما بعد الثورة نظراً لحالة التغييب التي يعاني
منها التيارين والتوقعات بتوسعهما خلال الفترة القادمة بناء على التجربة السلفية السياسية
.
وأخيراً استعرضت الدراسة الأداء
السياسي للتيارات السلفية والذي افرط في الاعتماد على شعبية دعاته ونشاطه
الاجتماعي وضعف الوعي السياسي للناخبين بتأثير الأوضاع السياسية التي فرضها النظام
السابق ، واتسمت رؤيته بالتشوش وعدم الوضوح ، والصدام ما بين القواعد الشرعية التي
تصر هذه الأحزاب على التعامل معها بتشدد وما بين الواقع ، وهي كلها مشكلات سوف
يكون من الضروري بالنسبة لهذه الأحزاب إعادة صياغة رؤيتها إزائها مرة أخرى من أجل
تبني رؤية واضحة ومستقرة تقدمها للجماهير وإن كان الأمر ليس سهلاً على الإطلاق
نظراً لأنها مشكلات تتعلق بشرعية وجود هذه الأحزاب أمام جمهورها .
إن التجربة القصيرة التي خاضتها
التيارات السلفية في مجال السياسة تشير إلى أن الأحزاب السلفية لديها القدرة على
تقديم التنازلات للحالة الواقعية وإيجاد المبرر الشرعي لها حتى لو كان متناقضاً مع
مواقف سابقة كان لها مبرراتها الشرعية كذلك ، وبالتالي فأمام الاحتمالات ما بين
القدرة على التأقلم مع الواقع السياسي أو عدم القدرة عليه يظل الاحتمال الأول مرجحاً
أكثر ، لكنه في المقابل قد يؤدي إلى ضعف تماسك الجبهة الدينية السلفية التي تستند
عليها هذه الأحزاب ، وإذا كان التنازل عن تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر قد أدى لانفصال شباب الهيئة عن حزب النور ، فإن مواقف أخرى شبيهة قد تؤدي
لانشقاقات أخرى وتنوعات جديدة في الوسط السياسي السلفي إنطلاقاً من خلافها مع
الرؤية السلفية الشرعية المعروفة ، إذا لم تتدارك الأحزاب السلفية هذه المشكلة
وتقوم بإعداد كوادر خاصة بها وبرؤيتها السياسية المستقلة بعيداً عن الفتاوى والرؤى
الشرعية للدعاة غير مرتبطين بها تنظيمياً .
أحمد صبري
السيد علي
المنصورة
29 يناير 2012
[1] - ابن تيمية . السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية
. نسخة كومبيوترية . موقع شبكة المشكاة www.almeshkat.net بتاريخ (2/1/2012) . ص 1 ، 2 .
·
روي عن الحسن البصري قوله : " أفسد
أمر الناس اثنان : عمرو بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف ... والمغيرة
بن شعبة ؛ فإنه كان عامل معاوية على الكوفة فكتب إليه معاوية : إذا قرأت كتابي
فأقبل معزولاً ؛ فأبطأ عنه ؛ فلما ورد عليه قال : ما أبطأ بك ؟ قال : أمر كنت
أوطئه وأهيئه . قال : وما هو ؟ قال : البيعة ليزيد من بعدك ! قال : أوقد فعلت ؟
قال : نعم ، قال : ارجع إلى عملك ، فلما خرج قال له أصحابه : ما وراءك ؟ قال :
وضعت رجل معاوية في غرز غي لا يزال فيه إلى يوم القيامة ، قال الحسن : فمن أجل ذلك
بايع هؤلاء لأبنائهم ، ولولا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة " .
[2] - جلال الدين السيوطي . تاريخ الخلفاء . ط دار الفكر .
بيروت (بدون ذكر تاريخ الطباعة) ص 191 ، 192 .
* من غير المفهوم
الكيفية التي يمكن بها لدين سماوي يعتمد على منظومة أخلاقية وسلوكية أن ينتصر عبر
رجل فاجر أو قوم لا خلاق لهم هم بالتأكيد من غير الملتزمين بهذه المنظومة الأمر
الذي قد يثير الشكوك في قدرتها على التطبيق العملي ، ومن الواضح أن هذه المرويات
وضعت كمحاولة لتبرير استعانة الخلفاء الأمويين والعباسيين ببعض الشخصيات المنحرفة
أخلاقيا ودينياً كالحجاج بن يوسف الثقفي وخالد بن عبد الله القسري .
[7] - ابن تيمية . رسالة من شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الملك الناصر . نسخة كومبيوترية . موقع
شبكة المشكاة www.almeshkat.net بتاريخ (2/1/2012) . ص 2 .
[9] عبدالمنعم منيب . خريطة الحركات
الإسلامية في مصر . إصدار الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان . موقع http://www.anhri.net . القاهرة 2009 . ص 75 ، 76 .
·
يقول ستيفن لونجريك : " وقد وسع معتنقو هذا
المذهب الأيقوني الضيق ، الغلاظ المرتدون ، دويلتهم بمحاربة من جاورهم من المسلمين
الذين فسدت عقائدهم . وكانت كل غزوة لها فتوى دينية . وكان إزدراؤهم الفائر
للمرتدين المترفين المحيطين بنجد من كل جهة قد حداهم لا إلى استعمال العنف الشديد
بل إلى ارتكاب أفعال خيل معها للكثيرين من الناس أنهم يقصدون بها مهاجمة الدين
الإسلامي نفسه . والحقيقة أن أخشن رعاياهم ، أو أوحشهم ، من القبائل والمقاتلين
كانت لا تعرف من القرآن والسنة إلا النزر اليسير . كما كان انفعالهم من تعاليم
الدين المحرفة يزيد كثيراً على ما يضمرونه من حنق على اليهود أوالنصارى . وكانوا
يضمرون للخليفة وكل شيء تركي استهانة لا تحتمل " .
[16] حوار مع محمد المختار المهدي الرئيس
العام للجمعية الشرعية . موقع جريدة
الموجز http://www.elmogaz.com . بتاريخ 25/11/2011 .
[21] وائل السمري . تحقيق بعنوان /
مفاجآت تقرير تقصي الحقائق : المصيلحي وافق على تمويل خارجي للسلفيين بمئات
الملايين قبل تركه الوزارة بساعات . موقع اليوم السابع http://www.youm7.com . بتاريخ 25 / 11 / 2011 .
[22] عبدالمنعم منيب . م . س . ص 31 ، جماعة
التبليغ والدعوة .. النشأة والمسار . موقع http://aljawlah.com . بتاريخ 25 / 11 / 2011 .
[25] فؤاد رشاد أبو هميلة . جماعة " التبليغ
" .. اعتزلت السياسة فاعتزلها " أمن الدولة " . موقع الوفد http://www.alwafd.org . بتاريخ 21 / 1 / 2012 .
[26] أثبتت تحريات المباحث أن العديد من
نشطاء تنظيم الجهاد بدأوا إلتزامهم الديني على يد جماعة التبليغ والدعوة قبل
انتقالهم للعمل بتنظيمات حركية مختلفة وبعضهم استمرت عضويته ونشاطاته في الجماعة
دون انقطاع .
[28] فؤاد رشاد أبو هميلة . م . س .
[29] عمر القليوبي . بعد
سنوات من السماح لهم بحرية الدعوة.. قيود أمنية مشددة على تحركات جماعة
"التبليغ" بالمساجد ومنع أعضائها من الاعتكاف بالمساجد
. موقع صحيفة المصريون http://www.almesryoon.com . بتاريخ 21/1/2012 .
[31] علي عبدالعال . " الدعوة السلفية "
بالإسكندرية.. النشأة التاريخية وأهم الملامح . موقع مركز الدين
والسياسة للدراسات . http://www.rpcst.com بتاريخ 23/1/2012 .
[32] م . س . بتاريخ 23/1/2012 .
[33] م . س . بتاريخ 23/1/2012 .
[35] الشيخ محمد حسان . مقطع مرئي بعنوان : محمد حسان يمدح جهاز أمن
الدولة وقوة إيمان ظباطه . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 . (كثيراً ما اتهم الاخوان
المسلمون الشيخ علي قاسم وهو أحد المشايخ السلفيين الشباب بالمنصورة بعلاقته مع
الأمن وإبلاغه لهم عن أي إجتماع أو نشاط للجماعة في جامعة المنصورة ، كما تعرضت بشكل
شخصي لموقف مع هذا الشيخ الشاب الذي كان طالباً في قسم اللغة العربية بكلية الآداب
في نفس الوقت الذي كنت أدرس فيه بقسم التاريخ بنفس الكلية) .
[36] مجموعة مقاطع مرئية لعلماء سلفيين متعددين مثل
الشيخ محمد حسان ، الشيخ محمد سعيد رسلان ، الشيخ عبدالملك الزغبي ، الشيخ
عبدالمنعم الشحات ، الشيخ مصطفى العدوي ، الشيخ حاتم فريد ، الشيخ محمود المصري
والشيخ يوسف البدري . مدونة عودة مصر . http://returnegypt.blogspot.com . بتاريخ 3 / 12 / 2012 ، مقطع مرئي للشيخ عبدالمنعم الشحات . الشحات
قبل سقوط مبارك شباب أهوج والثورة مؤامرة . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[37] عمر غازي . ثورة
يناير تعيد تصنيف (التيار السلفي) في مصر . موقع مركز الدين
والسياسة للدراسات . http://www.rpcst.com بتاريخ 23/1/2012 .
[38] علي عبدالعال . الانتخابات الأولى في تاريخهم، على ماذا يعول السلفيون؟ . موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية . http://www.maganin.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[39] الشيخ أحمد النقيب . الحزبية السياسية
والصفقة الخاسرة ، قراءة تأملية . موقع البصيرة http://www.albasira.net . بتاريخ 23/1/2012 .
[41] الشيخ أحمد النقيب . نحن دعوة سلفية
لا ندعوا لحزبية . موقع البصيرة http://www.albasira.net . بتاريخ 23/1/2012 .
[42] مقطع مرئي للشيخ أبي اسحاق الحويني . أبو
اسحاق للدعاة المشتغلين بالسياسة: هاترجع بعد طردك من السياسة تلعق خفيك .. ولن
تستطيع أن تكون داعية مرة أخرى . موقع مركز الدين والسياسة للدراسات http://www.rpcst.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[43] طارق عبدالحليم . السلفيون .. والخيار الصعب
. موقع موقع مركز الدين والسياسة للدراسات http://www.rpcst.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[44] فتوى الشيخ ياسر برهامي . التحالف
مع الليبراليين والعلمانيين . موقع صوت السلف www.salafvoice.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[45] خبر بجريدة المصري اليوم . "
النور " : مرشحنا في شمال سيناء كان ضابط " أمن مركزي " وليس "
أمن دولة " . موقع المصري اليوم http://www.almasryalyoum.com . بتاريخ 23/1/2012 ، خبر بموقع نافذة مصر الاخواني . الشيخ برهامي : يفتي بعدم التصويت للتحالف الديموقراطي
لأنهم يتنازعون على كعكعة البرلمان (!!) . موقع نافذة مصر http://www.egyptwindow.net . بتاريخ 23/1/2012 . (كانت صفحة
شبكة أخبار مصر على موقع التواصل الاجتماعي Facebook
قد كشفت بتاريخ 13/12/2011 عبر مراسلها يوسف الدقاق من السويس عن ترشيح حزب
الأصالة السلفي لأحد الأعضاء السابقين بالحزب الوطني عبدالخالق محمد في القائمة
السلفية ، كما كشفت صفحة 6 أبريل على Facebook نقلاً عن حركة أمسك فلول أن مرشح
حزب النور في الدائرة الثانية (قوائم الجيزة) شغل منصب أمين الحزب الوطني المنحل
بالهرم ؛ ومما يجدر ذكره أن مؤسس حزب الأصالة السلفي هو اللواء عادل عبدالمقصود
شقيق الداعية السلفي محمد عبدالمقصود ) .
[46] مقطع مرئي للشيخ عبدالمنعم الشحات . الشحات
: الديمقراطية ليست فقط حرام .. بل كفر أيضاً . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[47] مقطع مرئي للشيخ أبو اسحاق الحويني والشيخ
عبدالمنعم الشحات ومشايخ آخرون . حقيقة حزب النور مدعى السلفية ولماذا تم
تأسيسه . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[48] بيان الشيخ الرضواني . اعتذار من
الشيخ الرضواني والشيخ جلال الخطيب إلى الشيخ الحويني وإخوانه المشايخ . موقع
الشيخ الرضواني الرسمي http://www.alridwany.com . بتاريخ 23/1/2012 . (قمت بنقل هذا النص مع طوله لتوضيح حجم
الصدام بين الطرفين على الساحة الإعلامية ونوعية الاتهامات المتبادلة) .
[49] مقطعين مرئيين للشيخ الرضواني . الشيخ
الرضواني يكشف الشيخين محمد حسان ويعقوب (1_2) ، (2_2) . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[50] مقطع مرئي للشيخ مصطفى العدوي . تبرئة
الشيخ مصطفى العدوي للشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب مما نسب إليهما في
الفترة الأخيرة . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 ، مقطع مرئي
للشيخين صفوت حجازي ومحمد عبدالمقصود . قناة الناس فضفضة رد الشيخان محمد عبد
المقصود وصفوت حجازي على الدكتور الرضواني و ومهاجمته للشيوخ الحويني وحسان ومشايخ
السلفية وبيان الهيئة . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[51] مقطع مرئي للشيخ محمد حسان . محمد حسان
والمجلس العسكري على جبل عرفات . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[54] المركز العربي للدراسات الإنسانية . حقيقة
موقف السلفية المصرية من ثورة 25 يناير . موقع http://www.arab-center.org . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[55] مقطع مرئي لفتوى الهيئة الشرعية
للحقوق والإصلاح حول أحداث التحرير يوم 19 نوفمبر والتي تشمل الشيخ محمد
عبدالمقصود والشيخ محمد حسان . بيان الهيئة الشرعية بشأن أحداث التحرير
19/11/2011 . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 3 / 12/ 2011 ، مقطع
مرئي للشيخ محمد عبدالمقصود . تعليق الشيخ محمد عبدالمقصود على ثورة الغضب
الثانية . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 3 / 12 / 2011 ، مقطع
مرئي للشيخ محمد حسان . الشيخ محمد حسان يطبل للجيش والمجلس العسكري على جبل
عرفات . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[56] مقطع مرئي للشيخ فوزي السعيد ومشايخ
آخرون . حقيقة حزب النور مدعى السلفية ولماذا تم تأسيسه . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[57] علاء العطار ، حنان حجاج . الخريطة
السلفية في مصر . حوار مع الباحث الاسلامي عبدالمنعم منيب . موقع الأهرام
الرقمي http://digital.ahram.org.eg . بتاريخ 23/1/2012 .
[58] صلاح الدين حسن . التيارات السلفية في مصر ..
خريطة ملعوماتية . موقع إخوان الدقهلية http://www.dakahliaikhwan.com . بتاريخ 23/1/2012 .
[60] أبو محمد المقدسي . مختصر تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية المدخلية . من كتاب الجامع في الجامية (بدون مؤلف) . الطبعة
الألكترونية الثانية . ص 9 ، بدون مؤلف . من هم الجامية . من كتاب كتاب الجامع في
الجامية (بدون مؤلف) . الطبعة الألكترونية الثانية 1424 . ص 1 ، 2 .
لابد من توضيح أن هذا الكتاب الألكتروني عبارة عن تجميع
لعدد من الكراسات الصغيرة التي ألفت ضد هذا الاتجاه الجديد ، ومعظمها بدون أسم
لمؤلف .
[61] بدون ذكر اسم المؤلف . الجامع في
الجامية . ج 1 ص 14 ، 15 . (اتهم خصوم هذا الاتجاه الشيخ صفوت نور الدين بتلقي
الدعم المالي من جمعية إحياء التراث الكويتية التي تتبع الجاميين المدخليين ، وأن
هذا الدعم هو سر تبنيه لاتجاههم) .
[62] صلاح الدين حسن . المدخلية .. تيار
ديني ينصب نفسه ممثلاً حقيقياً للسلفية . موقع إسلاميون http://islamyun.net . بتاريخ 1 / 12 / 2011 ، مقطع مرئي من خطبة للشيخ اسامة القوصي .
الشيخ اسامة القوصي – بعض الإتهامات للقوصي . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 1 / 12 / 2011 .
[63] مقطع مرئي من خطبة للشيخ أسامة القوصي . الشيخ
اسامة القوصي عن الشيخ ربيع المدخلي – رأي الألباني . http://www.youtube.com . بتاريخ 1 / 12 / 2011 . (وجه الشيخ اسامة القوصي انتقادات للشيخ
المدخلي أحد رواد هذا الاتجاه في محاضراته بالرغم من إعجابه به وبانتاجه الفكري) .
[64] مقطع مرئي من خطبة للشيخ اسامة القوصي
. المتحولون - أسامة القوصي قبل وبعد جمعة الرحيل . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 1 / 12 / 2011 .
[65] مقطع مرئي من خطبة للشيخ أسامة القوصي
. الشيخ اسامة القوصي – تولي مسيحي الرئاسة . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 1 / 12 / 2011 .
[66] مقطع مرئي من خطبة للشيخ أسامة القوصي
. أسامة القوصي عن الموسيقى والآلات – الدف . موقع http://www.youtube.com . بتاريخ 1 / 12 / 2011 .
[67] من بين وثائق أمن الدولة التي تم
اكتشافها أثناء الثورة تقارير ترصد انتشار هذا الفكر في مناطق القاهرة والدقهلية
والبحيرة والمنوفية والمنيا ، وقد صيغت هذه التقارير سنة 2007 بقلم اللواء حسن
عبدالرحمن مساعد أول وزير الداخلية ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة ، وذكرت أسم الشيخ
اسامة القوصي من بين عدد من العلماء السلفيين المتبعين للفكر المدخلي مثل ابو
عبدالأعلى خالد عثمان المصري ، محمد سعيد رسلان ، علي حشيش ، إيهاب البديوي .
[69] الشيخ محمد سعيد رسلان . حقيقة ما يحدث في
مصر . موقع الشيخ رسلان http://www.rslan.com . بتاريخ 24/1/2012 .
[70] مقطع صوتي للشيخ هشام البيلي . تغير
المنهج السلفي في مصر – للشيخ هشام البيلي . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[71] مقطع مرئي للشيخ رسلان . رد الشيخ
رسلان على تخرصات ياسر برهامي وحزب النور . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[72] مقطع مرئي للشيخ محمد عبدالمقصود . محمد
عبدالمقصود يكفر الشيخ رسلان . موقع موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[73] مقطع مرئي للشيخ رسلان . من هو
محمد عبدالمقصود للشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[74] مقطع مرئي للشيخ طلعت زهران . سر دخول سلفيه
اسكندريه الانتخابات2011 للدكتور طلعت زهران . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[75] مقطع مرئي للشيخ طلعت زهران . من هم العملاء
للنظام - الشيخ طلعت زهران . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[76] مقطع مرئي للشيخين طلعت زهران وحسام جاد
. الرد على طلعت زهران في افتراءاته على الشيخ الحويني . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[77] مقطع مرئي للشيخ زهران . يجب نصرة
الشيخ الحجوري ومن معه بدماج – الشيخ طلعت زهران . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[79] مقطع صوتي للشيخ اسامة عبدالعظيم . ثورة
25 يناير الشيخ أسامة عبد العظيم . موقع يوتيوب www.youtube.com . بتاريخ 17 فبراير 2012 .
[80] عدة مقاطع صوتية للشيخ أسامة
عبدالعظيم . لا ينتخب الاسلاميون وينجح السراق ؟!! والمصلحة ! الشيخ أسامة عبد
العظيم ، ما تقول لمن يقول انه لابد من المشاركة ؟!! الشيخ أسامه عبدالعظيم ، هل
نذهب ننتخب الاسلامين ؟!! الشيخ أسامة عبدالعظيم . موقع يوتيوب www.youtube.com . بتاريخ 17 فبراير 2012 .
[81] حمدي دبش . انسحاب 3 آلاف سلفي
يعطل إشهار حزب " الفضيلة " . موقع المصري اليوم http://www.almasryalyoum.com/ . بتاريخ
28/1/2012 .
[82] محمد إمام . كمال بيه السلفي والهيئة الشرعية
وحزب الفضيلة . موقع صحيفة المصريون الألكترونية http://www.almesryoon.com . بتاريخ 28/1/2012 .
[83] عبدالله الشقرة . مجلس أمناء الدعوة السلفية
يستنكر ما وقع من اعتداء على الدكتور محمد إمام ومنعه من أداء خطبة الجمعة وصلاة
العصر في مسجده . موقع صحيفة المصريون الألكترونية http://www.almesryoon.com . بتاريخ 28/1/2012 . (اتهم اتباع الشيخ محمد إمام والمؤيدين لحزب
الفضيلة الشيخ ياسر برهامي بأنه المقصود بهذا المقال ، وأنه هو من أرسل أتباعه
للاعتداء على الشيخ محمد إمام ، وقد أدت هذه المشكلات بين الفريقين إلى اتهامات
وجهها الشيخ فوزي السعيد لحزب النور بتفتيت الصوت الإسلامي في الانتخابات بسبب
رفضهم التحالف مع الإخوان المسلمين) .
[84] مقطع مرئي للشيخ فوزي السعيد . الشيخ فوزي
السعيد يزكي حزب الفضيلة . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 28/1/2011 .
[85] سبق التعرض لآراء الشيخين في هذه الدراسة .
[86] مقطع مرئي للشيخ سامي العربي . الرد على حزب
النور الضال وياسر برهامي وغيرهم . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[87] مقطع صوتي للشيخ حسن زبادي . حال حزب النور
الكفري اليوم - للشيخ حسن زبادي . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[88] مقطع صورتي للشيخ اسامة سليمان . رد على
الحزبية و حزب النور و برهامي للشيخ أسامة سليمان . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 24/1/2011 .
[89] مقطع مرئي للشيخ مصطفى العدوي . الشيخ العدوي
يحرم الانضمام للاحزاب وحزب النور . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 29/1/2011 .
[90] مقطع مرئي للشيخ مصطفى العدوي . استنكار
الشيخ مصطفى العدوي الانهزام الذي حدث لبعض السلفيين بعد دخولهم مجلس الشعب . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 29/1/2011 .
[91] مقطع مرئي للشيخ أحمد عشوش . بيان زندقات حزب
النور و برهامي للشيخ أحمد عشوش . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 29/1/2011 .
[92] الصفحة الرسمية للحزب على موقع
التواصل الاجتماعي Facebook . بعنوان / الصفحة الرسمية لحزب
البناء والتنمية . بتاريخ 29/1/2012 .
[93] في حفل تدشين حزب الأمة الجديد .. كرم
زهدي : الحزب لكل المصريين ولا علاقة له بالجماعة الإسلامية . موقع الأهرام http://www.ahram.org.eg . بتاريخ 29/1/2012 .
[94] حزب السلامة والتنمية . تعريف بموقع شارك المصري اليوم http://sharek.almasryalyoum . بتاريخ 29/1/2012 .
[95] عبدالقادر وحيد . في
انتظار الموافقة على الأسماء المطروحة.. "السلامة والتنمية" الجهادي
يتقدم ب 7 مرشحين لخوض الانتخابات على قائمة التحالف الديمقراطي
. موقع صحيفة المصريون الألكترونية http://www.almesryoon.com . بتاريخ 29/1/2012 .
[96] مقطع مرئي للدكتور عمرو هاشم ربيع
ببرنامج مال مصر على قناة أون تي في . تحليل النتائج النهائية لانتخابات مجلس
الشعب 2012 . موقع يوتيوب http://www.youtube.com . بتاريخ 29/1/2012 .
[97] راجع صفحة إئتلاف شباب مصر الإسلامي
على موقع التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/shabab.egypt.islam
. بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[98] راجع صفحة إئتلاف الشباب السلفي على
موقع التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/salafi.Youth?sk=info . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[99] راجع صفحة إئتلاف دعم المسلمين الجدد
على موقع التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/NewMuslimsRights?sk=wall . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[100] راجع صفحة حركة حازمون على موقع
التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/pages/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85%D9%88%D9%86/175378559213894 . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[101] راجع الصفحة الرسمية للجبهة السلفية
بمصر على موقع التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/gabhasalafia
. بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[102] راجع الصفحة الرسمية لجبهة الإرادة
الشعبية على موقع التواصل الاجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/PopularWill?sk=info . بتاريخ 3 / 12 / 2011 .
[103] راجع صفحة سلفيو كوستا على موقع
التواصل الإجتماعي Facebook . http://www.facebook.com/salafyocosta
. بتاريخ 3 / 12 / 2011 ، راجع
صفحة حركة الإسلاميين الثوريين على موقع التواصل الإجتماعي Facebook
. بتاريخ 29/1/2012 .
[104] أحمد نفادي . حزب
النور: المتظاهرون بالتحرير "مخربون".. وكيف تبيت فتاة 20 يومًا وسط
المعتصمين؟
. موقع بوابة الأهرام http://gate.ahram.org.e . بتاريخ 29/1/2012 (وصف عبد الكريم أبو جديدة ، أحد قيادات
الدعوة السلفية بمطروح الدكتور محمد البرادعي بأنه " ابن سلول العصر" كما
طالب الجيش بضرورة التصدي لكل مثيري الفتن بين صفوف الوطن معتبراً أن المعتصمين
الحاليين بميدان التحرير ليسوا بثوار ولكنهم مجموعة من المخربين يجب على المجلس العسكري
التصدي لهم بكل قوة ، وتساءل كيف لفتاة محترمة أن تقبل على نفسها أن تبيت في الشارع داخل خيمة طيلة 20 يوماً بين الشباب
المعتصمين ؟)
[105] الجماعة الإسلامية تعلن عدم مشاركتها فى جمعة
حرائر مصر . موقع مصراوي http://www.masrawy.com . بتاريخ 29/1/2012 .
[106] الجبهة السلفية :السكوت
على تعرية الفتاة دياثة !
. موقع بوابة الوفد الإلكترونية http://www.alwafd.org . بتاريخ 29/1/2012 . (قال الشيخ خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم
الجبهة السلفية : أن هؤلاء الديوثين الذين شككوا في الفتاة وقالوا لماذا لبست كذا
ولم تلبس كذا تحت عباءتها، وكأنه يتسلى بما ظهر منها حتى راح يناقش تفاصيله ؛ حتى
كاد يقول : وما لون كذا وكذا ولماذا لم يكن لونه كذا أخزاكم الله من مخانيث مُشكِلة يحار
في حكمها الفقهاء . وآخرون من الخانعين تساءلوا لماذا ذهبت هناك ولم
تمكث في بيتها ، وكأن هذا الغبي لم يعقل أنها لم يملأ الرجال الساحات فراحت تسد مكانهم ؛
ولم يسأل نفسه كيف يستنكر عليها نزول الميادين ولا يستنكر على ولاة أمره تعريتها وهتك عرضها) .
[107] حمدي دبش ، هاني الوزيري . «النهى
عن المنكر» تهدد «النور» بنشر وثائق تكشف تقديمه دعماً مالياً لتأسيسها
. موقع المصري اليوم http://www.almasryalyoum.com . بتاريخ 30/1/2012 ، حمدي دبش . أعضاء «الأمر بالمعروف» يستقيلون
من «النور».. ويؤكدون: الحزب غرّر بنا . موقع المصري اليوم http://www.almasryalyoum.com . بتاريخ 30/1/2012 .
[108] رانيا نور . نادر بكار : لا يجوز تهنئة
المسيحيين بأعيادهم!
. موقع بوابة شباب الأهرام http://shabab.ahram.org.eg . بتاريخ 29/1/2012 ، حزب الأصالة السلفي المصري يُحرم تهنئة
المسيحيين بأعيادهم .. دار الإفتاء أجازت ذلك وهنأت الكنيسة
برأس السنة الميلادية . موقع جزايرس http://www.djazairess.com نقلا عن موقع صحيفة الشروق المصرية . بتاريخ 29/1/2012 ، الجماعة
الإسلامية ترفض دعوة الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد . موقع الموجز http://www.almogaz.com نقلا عن موقع صحيفة الشروق .
بتاريخ 29/1/2012 .
[109] حزب الأصالة السلفي المصري يُحرم تهنئة
المسيحيين بأعيادهم .. دار الإفتاء أجازت ذلك وهنأت الكنيسة
برأس السنة الميلادية . م . س . بتاريخ 29/1/2012 .
[110] أحمد بلال . «المصري
اليوم» تنشر نص حوار المتحدث باسم «النور» مع إذاعة الجيش الإسرائيلي
. موقع المصري اليوم http://www.almasryalyoum.com . بتاريخ 29/1/2012 .
[111] توحيد مجدي . أشتون:
الاتحاد الأوروبى جمد 3 مليارات يورو يمتلكها السلفيون . موقع روزاليوسف http://www.rosaonline.net . بتاريخ 29/1/2012 ، عبير صلاح الدين
، هيام هداية . تطبيع الـدقون سلفى .. إسرائيلى
. موقع روزاليوسف http://www.rosaonline.net . بتاريخ 29/1/2012 ، داليا طه . واشنطن بوست: «النور» يتقرب
إلي السلطة من خلال إسرائيل . موقع روزاليوسف http://www.rosaonline.net . بتاريخ 29/1/2012 ، توحيد مجدي . تعهدات سلفية لأمريكا بنبذ
العنف والمحافظة على كامب ديفيد . موقع روزاليوسف http://www.rosaonline.net . بتاريخ 29/1/2012 .
[112] هيام هداية . تطبيع
الـدقون سلفى .. إسرائيلى . م . س . بتاريخ 29/1/2012
.
[113] محمد إسماعيل . وجدى
غنيم: حزب النور ميكافيلى.. واستعداده لمحاورة إسرائيل "فضيحة" . موقع اليوم السابع http://www3.youm7.com . بتاريخ 29/1/2012 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق