الأحد، 24 سبتمبر 2017

إحتفاء مؤقت بالدهشة

(1) 
جلست إلى جواره .. تطلعت إليه .. ضمت حقيبتها إلى صدرها .. انخفض صوتها : ملابسك مختلفة .. تبدو رزيناً جداً .. تحب المسرحيات القديمة .. تعجبك أفكار الوجوديين والماركسيين ، أنت غريب .. غريب جداً . 

 

(2) 
كم تشعر بالزهو من نظرات الدهشة التي ترمقك بها ، تبتسم كثيراً .. بينما تلمح محاولاتها الحثيثة تقليد طباعك الهادئة وتكرار ما تقوله لها بين صديقاتها بترفع ، شقاوتها .. تمنحك يقيناً سعيداً على ذكائها الأنثوي .. إنها قادرة حقاً على إذابة خجلك التقليدي . سوف تجد إذن مبررات كثيرة كي تتحمل مشاق السفر لرؤيتها كل فترة ، مفارقة حياتك المعتادة ، الإقامة عند جدتك التي تزداد غربتها عن هذا العالم كلما تقدم بها السن ، ممارسة الكثير من الأشياء التي طالما صرخت في الآخرين بأنها تافهة . ربما ستعتقد يوماً أن الله أراد أخيراً منحك الفرصة لتشكيل عالمك مع هذه الفتاة ؛ قد تكون الظروف متاحة الآن كي تشعر بالاطمئنان . 

(3) 
جلست إلى جواره .. تطلعت إلى الطريق .. لوحت بكلتا يديها في الهواء .. ارتفع صوتها كثيراً : - ملابسك مختلفة .. تبدو رزيناً جداً .. تحب المسرحيات القديمة .. تعجبك أفكار الوجوديين والماركسيين ، أنت غريب .. غريب جداً .

أحمد صبري السيدعلي - المنصورة 2008

ليست هناك تعليقات: